اليوم التالي هدف الحرب ونهايتها
د.محمد البدور
13-11-2024 01:27 PM
اليوم التالي هو مربط الفرس السياسي لهذه الحرب الذي تمتطيه إسرائيل وتجر عربته امريكا وشركائها الغربيين لبناء محور سياسي وإقتصادي وامني شرق اوسطي جديد تقوده إسرائيل يضمن لها مناخا يطول ربيعه للابد تتفرد فيه في الهيمنة الكاملة على كافة دول المنطقة وان لم يكن هذا بالاحتلال العسكري فليكن بالاحتلال السياسي والاستراتيجي يمنحها الفرصة للهيمنة على كل مفاصل الحياة لشعوب المنطقة اقتصاديا وفكريا وحضاريا ودينيا والخ ٠
ولأجل اليوم التالي وتمهيد المنطقة، فإن إسرائيل تشن هذه الحرب المدمرة في فلسطين ولبنان وغيرهما للتخلص من كل قوى المقاومة لاحتلالها وقد وجدت في عملية طوفان الاقصى فرصتها وضالتها واتخذتها ذريعة لشن حربها والتوسع بعدوانها كما اتخذتها حكومتها حجة لتصريحاتهم للتخلص من عملية السلام او إعادة تدويرها مع الفلسطينيين على مقاسها ولباسها بما يسمح لها بإقامة منطقة فلسطينية ذات حكم ذاتي محدودة النطاق ومربوطة الوثاق في بعض مناطق الضفة وغزة كشكل سياسي لاتفاقية السلام ومجاراة صورية للرأي العام العربي والدولي ٠
لا زالت إسرائيل وشركاؤها ترى ان الفرصة لازالت غير مهيأة لليوم التالي ليس في غزة وفلسطين او لبنان، بل وفي المنطقة كلها لطالما لازالت عالقة برمال غزة وحدود لبنان وتتلقى الضربات القاسية لجيشها وامنها وهيبتها ولا زالت عاجزة مكسورة الانف ومفشوخة الرأس امام شعوب المنطقة والعالم كله، ولهذا فهي مستمرة بهذه الحرب التي باتت ليس لاجل إستعادة اسراها ولا لاجل إعادة سكانها في مستعمراتها في الشمال، بل لاجل إستعادة هيبتها وترميم صورتها الاسطورية التي تهشمت ولاجل إرهاب الدول العربية والقضاء على قدرات المقاومة في فلسطين وكل من يرفع السلاح في وجهها باليوم التالي لحربها ٠