ولي العهد يقدّم منظور جديد في قمة القادة للمناخ
عمر الشوشان
13-11-2024 12:24 AM
ألقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، كلمة الأردن في سياق جديد، خلال قمة القادة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ التاسع والعشرين (COP29) في أذربيجان، مسلطًا الضوء على التحديات البيئية والسياسية المعقدة التي تؤثر على الأردن والمنطقة. مستثمرًا سموه المنصة الدولية لتسليط الضوء على الأزمات البيئية والمناخية وربطها بالحروب المدمرة في المنطقة العربية، خاصة ما يحدث في غزة من العدوان الغاشم والدمار الكارثي في كافة سبل الحياة.
وهنا أبرز ما جاء في كلمة الأردن التي القاها سمو ولي العهد:
١- التحديات البيئية والحروب:
أشار سموه إلى أن استمرار الصراعات في المنطقة يفاقم التحديات البيئية، موضحًا أن الوضع في غزة، بسبب الحرب، أصبح يتجاوز البعد البيئي المحلي ليشكل أزمة إنسانية وبيئية معقدة. كما أشار إلى أضرار واسعة تسببت بها الحرب على الأرض والمياه والهواء، مثل تدمير أنظمة الصرف الصحي وإدارة النفايات، مشيرًا إلى دراسة تُظهر أن الانبعاثات الناتجة عن إعادة بناء غزة ستتجاوز الانبعاثات السنوية لـ135 دولة.
٢-المناخ والسلام والأمن:
أكد سموه على الحاجة إلى نهج شمولي لمعالجة تحدي المناخ بشكل عادل، يتضمن النظر في العلاقة بين المناخ والسلام والأمن. وشدد على أن عدم الاستقرار وغياب العدالة، يجعل أزمة المناخ تشكل ضغطًا مضاعفًا على الدول، وبدورها تكون سببًا في انعدام الامن والسلام.
٣-مبادرة مترابطة المناخ - اللاجئين:
استعرض ولي العهد مبادرة الأردن التي أطلقها الملك عبدالله الثاني في مؤتمر COP27، والتي تدعو لربط التغير المناخي باللاجئين، وحظيت حتى الآن بدعم 58 دولة. وتهدف هذه المبادرة إلى توجيه الانتباه الدولي نحو حاجة الدول المستضيفة للدعم المناخي لمواجهة تداعيات التغير المناخي وضغوط اللجوء.
٤- التحديات المناخية الوطنية في ظل ازمة اللجوء :
تحدث سموه عن التحديات المناخية الاستثنائية التي تواجه الأردن باعتباره أحد أكثر الدول المضيفة للاجئين، حيث يمثل اللاجئون حوالي ثلث السكان، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية وموارد البلاد الشحيحة، وخاصة في مجالات المياه والصحة والتعليم. مما يجعل من الصعوبة في مكان تحمل كافة الأعباء المناخية واللجوء منفردين دون توفر الدعم اللازم من المجتمع الدولي.
٥. التأكيد على العدالة في التمويل المناخي:
دعا ولي العهد المجتمع الدولي لإعطاء الأولوية للدول المستضيفة للاجئين في التمويل المناخي، ولضمان المساءلة والشفافية في آليات تمويل المناخ. واعتبر أن العدالة المناخية والإنسانية لن تتحقق إلا بإعادة بناء الثقة في المجتمع الدولي والاعتراف بالإخفاقات السابقة في تحقيق العدالة البيئية والمناخية.
٦- ربط قضايا المنطقة الحرجة والملحة مع أزمة المناخ:
تأتي كلمة ولي العهد لتبرز أهمية استثمار الأردن للمنصة الدولية في مؤتمر المناخ لإيصال رسائل حيوية تعكس الأزمات المتشابكة في المنطقة. فبينما يتم الحديث عن تغير المناخ عالميًا، يسعى الأردن لطرح سياق فريد يربط بين الكوارث الطبيعية والتحديات المناخية مع تأثيرات الحروب والنزاعات، مسلطًا الضوء على كيفية تعرض المنطقة لموجات من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وفقدان التنوع البيولوجي، وهو ما يتطلب استجابة إنسانية عادلة ومنصفة.