عمون - قال الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي المهندس مهند عباس حدادين إن التقلبات في الأسواق العالمية من أسهم وسندات وعملات ورقية ورقمية مشفرة وذهب ونفط شهدت خلال هذا الإسبوع تغيرات وتقلبات بين زيادة بأسعار قياسية في بعضها وأخرى إنخفضت لجني أرباح بعد الفوز السلس لترامب في الإنتخابات الأمريكية،فقد شهد اليورو اليوم إنخفاضا أمام الدولار لحاجز لم يصل له منذ عام ، في حين سجلت العملة المشفرة البتكوين إرتفاعا بالوصول لرقم قياسي إقترب من حاجز 90 ألف دولار ، حيث انه من الواضح أن العملات المشفرة قد تحل محل الدولار في المستقبل القريب ،وقد تهافتت صناديق سيادية عالمية على شراء العملات المشفرة ،في حين بدأ الذهب يفقد بعض مكاسبه من خلال جني أرباح والهدوء في الداخل الأمريكي بعد إعلان نتائج الإنتخابات والحراك الشرق اوسطي والتصريحات للدخول في إتفاقيات لوقف الحرب في الجنوب اللبناني وغزة.

إن تحليل الإقتصاد الأمريكي للفترة القادمة مع قدوم ترامب بعد شهرين منذ الآن هو أن هناك مخاوف من عودة للتضخم ومصادمات بين الرئاسة الجديدة والفيدرالي الأمريكي،لأن ترامب سيدعم الإقتصاد الأمريكي من خلال تخفيض الضرائب على الشركات وإنتاج أكثر من النفط الأمريكي وهذا سيحفز الصناعات الأمريكية لإنتاج مزيد من المنتجات والتوسع في خطوط الإنتاج وزيادة التصدير بأسعار أكثر منافسة من السابق بسبب إنخفاض كلف التشغيل من ضرائب وطاقة،لكن سياسة ترامب من فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية قد تصل إلى 60% والواردات من أوروبا وبقية دول العالم بحدود 10%،قد تعامل بالمثل بالنسبة للصادرات الأمريكية ،والتي قد تعيد الصادرات الأمريكية للمربع الأول (الضرائب التي تفرض على الصادرات الأمريكية قد تساوي او تزيد على مجموع كل من تخفيض ضرائب ترامب على الشركات بالإضافة إلى أسعار النفط الرخيصة من زيادة إنتاج النفط الأمريكي)،ولا ننسى أيضا بأن الواردات الأمريكية ستكون غالية الثمن بسبب إضافة رسوم جمركية عليها ،وبالتالي سيسيطر التضخم مجددا عام 2025 مع مديونية قياسية بداية العام القادم لتصل الى 36 ترليون دولار وقد لا نشهد تخفيض للفائدة، وستدخل الإجراءات الحمائية التي يتبعها ترامب الإقتصاد الأمريكي في ركود تضخمي لا يخدم الإقتصاد الأمريكي.

لذلك على الفريق الإقتصادي الأمريكي القادم ان يكون حذرا في قراراته وأن يربط المتغيرات وتأثيراتها ببعض ضمن لوغريثيم يقدم نتائج إيجابية،وخصوصا أن مؤشرات الطلب على النفط ستنخفض العام القادم .

كل ذلك والتوترات الجيوسياسية لا تزال قائمة فأي تطور في أي بؤرة عالمية من حرب أوكرانيا او غزة والجنوب اللبناني وإيران وتايوان والبلطيق قد تؤثر على خطط ترامب الإقتصادية، ويتراجع في أدائه الإقتصادي بأسوأ من سلفه بايدن.

فحتمية إيقاف هذه الحروب والنزاعات لإنجاح اي خطط إقتصادية ،وتغليب المصلحة الأمريكية على مصلحة حلفائه الإسرائيليين والأوكرانيين الذين يدفعون بمزيد من المخاطر الجيوسياسية وإستنزاف في الموازنات الأمريكية للأعوام القادمة .