facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرياتي وحقيبة المدرسة


مصطفى القرنة
12-11-2024 09:02 PM

المكان جبل التاج، الزمان وقت مبكر من شهر شباط ،البرد شديد ، أجد نفسي في الشارع الترابي المؤدي إلى مطعم فلسطين . العمال يقومون بأعمالهم بكل جد رغم البرد الشديد ، حارة المحاسرة تفيق باكرا وتواصل شغفها بالحياة ،الغيوم في السماء تنذر بثلوج رهيبة.

أقف في المطعم مستمتعا بالدفء الذي ينبعث من الطناجر وجرة الفول التي على الغاز وصوت طنجرة البريستو التي تطحن الحمص يطغى على كل شيء . هذه الرحلة اليومية التي لا بد منها لا أستطيع حذفها من الذاكرة .

تُعدّ ذكريات الصباح واحدة من أجمل اللحظات التي أحتفظ بها في ذاكرتي بشكل لصيق، خاصة تلك التي تتعلق بتحضير حقيبة المدرسة. كانت تلك اللحظات بمثابة بداية يوم جديد يحمل في طياته آمالًا وتحديات جديدة. أذكر جيدًا كيف كنت أستيقظ مبكرًا وأضع ابريق الشاي على البابور ، كنت أحب الشاي بشكل جنوني ولازلت ، لا استطيع الكتابة الا بوجود الشاي مع إشراقة الشمس التي تنساب عبر النوافذ، وتبعث شعورًا دافئًا يملأ الغرفة.

كان تحضير حقيبة المدرسة جزءًا من طقوسي اليومية. في البداية، أذهب إلى المطبخ لأتناول فطورًا خفيفًا من الشاي ومن الشاي فقط. رائحة الخبز المحمص أو فنجان الحليب لم تكن ضمن برنامجي ، ومع ذلك كنت أشعر بالحماس ليوم جديد. بعد ذلك، أعود إلى حقيبتي التي تنتظرني . كانت ملأى بالكتب والأدوات المدرسية، كل كتاب اضعه أتخيل شكل معلمه فهو يحمل قصة جديدة، وكل قلم لي يعد أداة للابتكار والإبداع حتى لو كان صغيرا جدا يؤذي اصابعي .أقلام الرصاص لم تكن صديقة لي خصوصا اذا كان الرصاص فيها سيئا وظل يذوب .

أذكر كيف كنت أحرص على التأكد من أن كل شيء في مكانه. أفتح حقيبتي وأتفقد ما فيها: الدفاتر ، الكتب المدرسية، القلم، والممحاة. كانت تلك اللحظات مفعمة بالشغف والحنين الى مدرستي مدرسة التاج الابتدائية. الفصل الصغير في الأول الذي تكاد قصارته تسقط ، والفصل الثاني المستطيل الشكل . أستعيد ذكريات الفصول الدراسية .

وبينما كنت أضع الكتب في الحقيبة، كانت والدتي تراقبني بابتسامة وكأنها تقول الان تذكرت ان تفعل ذلك، لكنها في النهاية تُذكرني بضرورة عدم نسيان وجبة الفطور من الفلافل . كان من الرائع أن أتذكر تلك الوجبات التي كانت تُحضّر بحب، والتي تُضفي لمسة خاصة على يومي. ومع اقتراب ساعة الخروج، كنت أشعر بالقلق من الذهاب إلى المدرسة، لكن في ذات الوقت، كان يرافقني شعور بالحماس للقاء الأصدقاء والاستمتاع بالدروس.

تظل ذكريات تلك الصباحات محفورة في ذهني، حيث كانت أبسط الأمور تعني الكثير. تعلمت أن كل حقيبة تُعدّ بمثابة بداية لرحلة، وكل صباح يحمل فرصة لتحقيق الأحلام، مهما بدت صغيرة. تلك الذكريات تُذكرني دائمًا بأهمية التعليم، وبأن الصباح هو بداية جديدة، مليئة بالإمكانيات التي تنتظر من يكتشفها.

أذكر جيدًا كيف كنت أحب أيام العطل في الشتاء لاحظى ببعض النوم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :