ما قاله الملك في قمة الرياض امس تأكيد على موقف الاردن من العدوان على غزة الممتد الى عام آخر والذي يترك آثاراً واضحة على مجمل القضية الفلسطينية ويعطي حكومة التطرف الصهيونية مساحة كبيرة من الدعم والوقت لتنفيذ مخططها السياسي الذي يتجاوز غزة، وهو موقف كان منطلقاً لتحرك اردني لم يتوقف حتى اليوم كان هدفه في البداية نقض رواية اسرائيل التي دخلت بها بعدوانها على غزة، وامتد الموقف الاردني سياسيا نحو جبهة الانحياز لاسرائيل في اوروبا واميركا ونجح الاردن ومعه كل جهد عربي صادق في تغيير مواقف دول مهمة في اوروبا.
ما قاله الملك في القمة هو الهدف الاردني لإيقاف العدوان ثم الذهاب الى مسار سياسي لحل القضية الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الوطنية والسياسية.
وما يريده الاردن انشاء مسار إنساني اغاثي شامل ومستمر يعالج الآثار الانسانية الكارثية للعدوان، وهي آثار لا تتوقف عند الطعام والشراب والدواء ليمتد الى اعادة بناء الحياة في غزة لتبقى أرضا لأهلها ولا تكون طاردة لهم في اي مراحل قادمة.
ما قاله الملك واكد عليه فشل المجتمع الدولي في وقف العدوان، وهذا الفشل ليس سياسيا فقط بل أعطى شرعية للفعل الاسرائيلي على حساب قيم العالم واخلاقياته والقانون الدولي الذي سقط امام الانحياز الدولي للعدوان وفشل العالم في وقف العدوان بعد أكثر من عام.
ما يريده الاردن وتحدث عنه الملك هو بناء مسار ينهي العدوان على غزة ولبنان ويأخذ المنطقة الى الاستقرار بديلا عن التوتر والقلق السياسي والامني والاقتصادي الذي تعيشه بمستويات مختلفة نتيجة الفشل العالمي في انصاف الشعب الفلسطيني.
كسر الحصار على غزة ووقف التصعيد في الضفة وإيجاد افق سياسي نتيجته الدولة الفلسطينية ووقف العدوان على لبنان، هذا جوهر ما قاله الملك مطالبا بان تكون هناك خطوات عملية وقرارات على الارض سياسيا وانسانيا.
ما يريده الملك موقف اردني واضح يرافقه جهد اردني لا يتوقف في كل المجالات ضمن أقصى الامكانات، وهو موقف كل اردني.
الرأي