الملك عندما يضع قادة الأمة والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم
خلدون ذيب النعيمي
12-11-2024 12:43 AM
الموقف الحازم مما يجري من مأساة هي الأولى في التاريخ البشري التي تنقل إعلامياً على الهواء مباشرة وأيضاً كسر الحصار المفروض على اطفال ونساء غزة هو العنوان الأبرز لكلمة جلالة الملك عبدالله الثاني لقادة الامة العربية والاسلامية المجتمعون في قممهم الثانية منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل ما يزيد عن 13 شهر والتي اسفرت لغاية الان عن ما يزيد 200 الف شهيد ومصاب ومفقود ، بل ويتمدد هذا العدوان الآن ويستفحل في الضفة الغربية ولبنان مخلفاً الاف الشهداء والمصابين في تعنت وصلف اسرائيلي يقوم على القتل والتهجر بحق المدنيين في فلسطين ولبنان ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية والانسانية ذات الصلة.
الأردن على لسان مليكه وهو يضع قادة الامة والعالم امام مسؤولياتهم ، فهو من اللحظة الاولى من العدوان كان السباق بالقيام بكل أمكاناته دبلوماسياً وإنسانياً من خلال فضح ألة العدوان الاسرائيلية ومخططات حكومة الاحتلال في كل المنابر الدولية ، فطوال العام المنصرم لم تهدأ الدبلوماسية الاردنية وبأشراف وتعامل مباشر من الملك في إبراز خطورة ما يجري إقليمياً دولياً والتأكيد ان توسع الصراع هو النتيجة الحتمية لبقاء هذا العدوان ، وهو ما يحصل حالياً بسبب سياسات طغمة التطرف في تل ابيب الذي اوصلوا المنطقة الى هذا التوتر وارتدت مخططاتهم على مجتمعهم الاستيطاني فأصبح الملايين منه رهناء الملاجىء كرد فعل لعدوانهم القائم ، والاردن ايضاً هو الاول بكسر الحصار على قطاع غزة من خلال عمليات الانزال للمعونات المختلفة التي قام بها جيشه وشاركت بها دول شقيقة وصديقة بعد ذلك.
الوقت الان وقت الفعل لا القول الذي اصبح بمثابة اجترار لما قبله هذه هي رسالة الاردن لامته وللعالم ، فكل تأخير بالفعل يقابله استمرار بالعدوان واعداد كبيرة من الضحايا وذلك في ظل الفشل الأممي في وقف طغمة التطرف في تل ابيب عند حدها ، فالموقف الحازم المطلوب من المجتمع الدولي بكلمة الاردن أن لم تلق أذن صاغية سيقابله استمراراً للتصعيد وجر المنطقة بأهميتها الاستراتيجية المختلفة ومن وراءها العالم الى المجهول فضلاً عن تبخر ايمان شعوب المنطقة بجدوى السلام الاقليمي برمته وهو مانراه حالياً فلم تعد حدود الصراع غزة بل امتد من شواطئ المتوسط غرباً الى ضفاف قزوين شرقاً وصولاً لبحر العرب والمحيط الهندي جنوباً ، وما نراه من التوتر الحاصل في المجتمعات الغربية في اوروبا وامريكاً بسبب استمرار العدوان والقتل في غزة عن ذلك ببعيد .
قادة الامة في قمتهم والمجتمع الدولي برمته مطلوب منهم الفعل المباشر للجم عدوان متطرفي تل ابيب فضلاً عن كسر الحصار القائم على اطفال غزة ونساءها ,الا سيكون المجهول بظلامه وعدم وضوح معالمه ينتظر الجميع بلا استثناء ، هذا المجهول الذي حذر منه الاردن مع بداية العدوان وتفاقم دون أن تبرز معالمه مع استمرار هذا العدوان لمدة تزيد عن عام وشهر والقادم سيكون أكثر غموضاً بلا شك بشكل يصعب على اي طرف التنبؤ بملامحه ونتائجه .