الكاتب والناقد غسان عبد الخالق يُطْلق (الهدهد الأزرق)
12-11-2024 12:17 AM
عمون - عن دار فضاءَات للنشر والتوزيع في عمان، صدر للكاتب والأكاديمي الدكتور غسان عبد الخالق كتاب (الهدهد الأزرق؛ نحو مختبر تطبيقي في الأدب الرقمي)، الذي جاء في 250 صفحة من القطع الكبير.
واشتمل الكتاب على إهداء نصّه ( إلى مجلاّت الحائط المنسية في مدارسنا العتيقة)، وإشارة استحضرت قصيدة محمود درويش: (يغتالني النقاد أحيانًا، و أنجو من قراءَتهم، وأشكرهم على سوء التفاهم؛ ثم أبحث عن قصيدتي الجديدة!)، ومقدّمة، وتمهيد، وتوقيعات، وملحقين؛ وخاتمة.
ومما جاء في المقدّمة: (لقد قيّض لي سابقًا، أن أقارب التأثير الحاسم لوسائل التواصل الاجتماعي، في أبرز أبحاثي "معجم ألفاظ الربيع العربي" الذي صدّرت به كتابي " بلاغة الشارع؛ دراسات تطبيقية في ضوء النقد الثقافي".
وها أنذا أفي بالوعد الذي قطعته على نفسي أكثر من مرة لقرّائي وأصدقائي، وأعني به التصدّي لتوثيق تجربتي في (الفيسبوك)؛ سياقاً ونصاً. ومع أنني أدرك تمام الإدراك حقيقية أن الانشغال بهذا الشأن، قد يثير استهجان أو استغراب بعض المتزمتين، فإنني أُقدم عليه بكل اطمئنان، لأنني عوّدت قرّائي الأعزّاء ودرّبتهم، على التعامل معي بوصفي ناقداً ثقافيًا مهجوساً بخطاب الجمهور في المقام الأول، ومن واجبي –لذلك- أن أشتبك مع كل نسق ثقافي معلن أو مضمر، بلا هوادة ودون مجاملة، ولأنني أَعدُّ النقد الثقافي التزاماً شاملاً، وليس (بريستيجاً) أكاديمياً أو نقدياً، أفعّله هنا ولا أفعّله هناك، لغاية في نفسي أو لغاية في نفس غيري).
التمهيد للكتاب مثّل تشخيصًا للأنساق المضمرة في الفيسبوك، وخاصة على صعيد نسق الدوافع السياسية الذاتية أو الجمعية: (فليس سرّا القول بأن كثيراً من المغامرين السياسيين، قد نقلوا مماحكاتهم ومهاتراتهم وآمالهم وطموحاتهم السياسية، من الشارع إلى شاشة الحاسوب المحمول أو الهاتف المحمول، وراحوا يصبّون جام غضبهم وإحباطاتهم وتطلّعاتهم عبر الفيسبوك. وقد أشاع كثير منهم حالة من الابتذال السياسي المكشوف، المصحوب بمظاهر التنمّر والعدمية والعبث والضحك الأسود، وتطبيع ثقافة التخوين والاتهام والتجريح).
وفيما شغلت التوقيعات - التي سبق للكاتب أن نشرها في صفحته مابين عام 2012 وعام 2020 - مئة وخمساً وستين صفحة؛ فقد ضم الملحق الأول أبرز ما أُهدي للكاتب من قصائد شعرية فيسبوكية، كما ضم الملحق الثاني مقالات للكاتب تابع من خلالها تطورات موقفه من وسائل الاتصال الاجتماعي. علمًا بأن الكاتب حدّد سمات التوقيع بـ (الفكرة، المفارقة، اللغة الشعرية، الإيجاز، البساطة).
وختم المؤلّف كتابه قائلاً: (حينما عرضت هذا الكتاب على ثلّة من الزملاء والأصدقاء الذين أثق برأيهم؛ بادر الأكاديميون منهم لتأكيد قناعتهم بأنه قد يكون فاتحة لعدد من التجارب التوثيقية الإبداعية والدراسات الثقافية الجادة في حقل الأدب الرقمي. وأضاف بعضهم قائلاً: إذا أُحسن توجيه طلاب الدراسات العليا إلى بعض المدوّنات النوعية في الفضاء الأزرق؛ الأدبية والاجتماعية والسياسية - ومن منظور النقد الثقافي - فإن الحصاد سيكون وفيراً، وخاصة إذا نظرنا بعين الاعتبار، إلى حقيقية أن وسائل التواصل الاجتماعي الآن، تمثل المنابر الأولى للجمهور، على اختلاف مرجعياته وتوجهاته، وأن هذه الوسائل توفر للباحثين فرصاً ذهبية، لرصد التفاعلات الموثّقة بين المرسل والمستقبل بالسنة والشهر واليوم والساعة!)
الكاتب والناقد والأكاديمي الأردني الدكتور غسان عبد الخالق، يعمل الآن عميدا لكلية الآداب والعلوم التربوية وأستاذًا للأدب والنقد في جامعة فيلادلفيا التي التحق بها عام 1996 مدرّسًا، ثم تدرّج بعد ذلك فأصبح مساعدًا لعميد الآداب، ثم مساعدًا لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ثم عميدًا لشؤون الطلبة، ثم عميدًا لكلية الآداب والفنون. كما ترأس اللجنة المنظمة لمهرجان فيلادلفيا للمسرح الجامعي العربي (2003-2009) واللجنة المنظمة لمؤتمر فيلادلفيا الدولي وهيئة تحرير مجلّة فيلادلفيا الثقافية (2012-2019).
وسبق لعبد الخالق أن شغل منصب أمين الشؤون الخارجية في رابطة الكتاب الأردنيين ورئيس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين متتاليتين، كما عمل مستشاراً ثقافياً لمؤسسة عبد الحميد شومان. وقد صدر له حتى الآن خمسة وثلاثون كتابًا في الفكر العربي والنقد الأدبي والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية.