الحرب على غزة وخيبة الأمل
خولة كامل الكردي
11-11-2024 08:33 PM
من وحي الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، ينتشر شعور بخيبة الأمل بين معظم الشعوب العربية بشكل خاص، والشرق الأوسط بشكل عام، وهناك مؤشرات ليأخذ مدايات كبيرة وواسعة في بقية العالم، ولن يسلم منه شعوب داعمي الكيان المحتل أنفسهم. خيبة أمل أعيت الأحرار في كل مكان، وحرقت قلوب العديد ممن لديهم بضعة من إنسانية في الجانب الآخر من العالم الذي يدعي الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، خيبة الأمل من المجتمع الدولي و مشاهد القتل المستمر بأحدث الأسلحة تطوراً، انتجتها مصانع الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، تصدرها لدولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، ليلقيها جيشها على أهالي غزة من دون أدنى ذرة من إنسانية، بل العكس يتباهون بقتل الأطفال والنساء!
احساس بالقهر من عجز المجتمع الدولي على إيقاف آلة القتل المروعة، التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل الأبرياء في غزة ولبنان، وفقد مصداقيته أمام شعوب العالم الحرة، وتراخيه عن القيام بأي خطوة من شأنها وضع حد لتجاوزات الكيان المحتل.
الاحتقان يتصاعد والقتل والقصف والدمار طال كل شيء ولم يبق شيء على حاله، حتى صارت غزة كومة من ركام مهول، ولازالت هجمات الاحتلال تزداد شيئاً فشيئاً على الجنوب اللبناني في سعي حثيث لإيصال لبنان إلى ما وصلت عليه غزة من دمار وخراب، كما قال أحد قادة الاحتلال الإسرائيلي سنعيد لبنان إلى العصر الحجري، والتحدي البغيض الذي تواجه به دولة الاحتلال المجتمع الدولي، بلا اكتراث لأي مواثيق وقرارات دولية أو حتى وخزة من ضمير، الجميع مكتوف اليدين لا يستطيع فعل أي شيء تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الوحشية في غزة والضفة ولبنان، والدول العظمى لا تهتم إلا إلى مصالحها ولا يعنيها معاناة الضعفاء في بقاع العالم.
القهر يتفشى بقوة في كل يوم يمر، من دون وجود حل لحرب الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين وتجاوزه لكل الخطوط الحمر، وتزداد الأوضاع تأزماً مع ارتفاع وتيرة تهديدات مسؤولي حكومة الكيان الإسرائيلي المتطرفة وعلى رأسها نتنياهو و كاتس وزير الدفاع الجديد وهليفي رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتوجيه ضربات مستقبلية للعمق الإيراني عقب الضربة الأخيرة إذا ما وجهت إيران ضربات للكيان المحتل، وبالمقابل تحذر الحكومة الإيرانية نتنياهو من استهداف الأراضي الإيرانية، لأن ذلك سيفرض على إيران الرد وبشكل قوي.
وعلى ذات السياق دولة الاحتلال تستعد لأي ضربة قد توجهها طهران، معتمدة على الدعم الأمريكي اللامتناهي لها، وتمثل ذلك بوصول منظومة ثاد المضادة للصواريخ وطائرات اف ١٦ تم التعاقد عليها مؤخراً مع وزارة الدفاع الأمريكية، والتي من شأنها أن تزيد من غطرسة نتنياهو والكابينيت الوزاري، وتعديه كل المحرمات وتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية والتي ربما تأذن بحرب إقليمية كبيرة لا سمح الله.