جهود دبلوماسية اردنية مكثفة في القضية الفلسطينية
سالم محمود الكورة
11-11-2024 03:55 PM
منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين في عام 1948م , دابت الاردن بقيادتها الهاشمية المظفرة ان تشد المازر منذ النكبة الاولى للامة العربية والاسلامية وان تكون السند والمدافع عن فلسطين والشعب الفلسطيني في قضيته المقدسة والتي تعتبر قضية الاردن وقضية العرب جميعا ، فقدم الاردن الغالي والنفيس من اجل فلسطين وقام بفتح الحدود منذ حرب النكبة 1948فكانت الاردن هي البوابة الاولى للاشقاء الفلسطينيين في محنتهم وقد كانت النكبة هي احتلال اسرائيلي لفلسطين وهزيمة العرب في حرب 1948م ومازال الاردن يبذل جهوده المترامية هنا وهناك دوليا ودبلوماسيا من اجل حل القضية الفلسطينية. لقد كان الاردن وما زال يقوم بدور فاعل وقوي على الساحة الدولية مجسدا ذلك في المطالبة باعادة ارض فلسطين لاهلها الشرعيين واعادة اللاجئين وتعويضهم وانهاء الصراع القائم في المنطقة من خلال الامم المتحدة والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان . ان العلاقات الدولية المميزة التي يمتاز بها الاردن امميا منحته المكانة الدولية المرموقة لتكون قاعدته التي ينطلق منها في حمل ملف القضية الفلسطينية والذي كان منذ نشاته ملف هام وذو وزن سياسي دولي يحمله جلالة الملك عبدالله الثاني في حله وترحاله مطالبا الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومنظمات حقوق الانسان في انهاء حرب الابادة الجماعية على غزة والتي تجسدت بابشع صور الحروب التي لم يشهدها التاريخ من قبل . ذلك ان القضية الفلسطينية امانة موروثة منذ قيام المملكة الاردنية الهاشمية فالدور الاردني تجاه القضية الفلسطينية والاشقاء الفلسطينيين دورا كبيرا يمليه الواجب القومي والانساني والديني والعرقي ايضا فهي قضية في ضمير الهاشميين منذ بدايتها .
ان الاردن قدم الكثير بقيادتة الهاشمية الحكيمة المخلصة والوفية للقضية منذ نشاتها حيث قدم الغالي والنفيس من اجل فلسطين ومازال ثرى الارض المباركة يشهد على دور الجيش الاردني وتضحياته على ارض فلسطين الحبيبة ، فالموقف الاردني ثابت من القضية الفسطينية فهي قضية الاردن قيادة وحكومة وشعبا .
فلا نستطيع ان نخفي دور الامم المتحدة في القضية الفلسطينية فقد صدرت عدة قرارت دولية ضد الكيان الاسرائيلي من اجل انهاء الصراع ولكن لللاسف الشديد اسرائيل لاتبالي بقرارت الامم المتحده ولا تكترث ايضا مدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية في الامم المتحدة فالقرارت ضد اسرائيل يتم اجهاضها من قبل الفيتو الامريكي ، فقد تم اصدار قرار من الامم المتحدة رقم 194 الصادر في 11/12/1948م الدورة الثالثة للامم المتحدة بالسماح للاجئين بالعودة باقرب وقت وانشاء لجنة للتوفيق من الامم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي يتفق عليه جميع الاطراف وتوسيع نطاق المفاوضات وعودة اللاجئين ، وقد طالب الاردن مرارا وتكرار من خلال الامم المتحدة باقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967وعاصمتها القدس الشرقية وان يكون الحل السلمي على اساس قيام دولتين وطالب ايضا الامم المتحدة للضغط على اسرائيل من اجل اقامة سلام شامل وعادل في المنطقة وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وجوهرهذا الصراع القضية الفلسطينية والمركز الرئيسي في هذه القضية القدس مركز الديانات السماوية الثلاث ، فكان المطلب الاردني والدولي ايضا على اساس اقامة سلام شامل وقبول حل الدولتين وانهاء الصراع وايقاف الحروب وفقا للشرعية الدولية وقرارت الامم المتحدة في هذا الشان، ومن هذه القرارات قرار رقم 242والذي اصدره مجلس الامن الدولي في 22 نوفمبر 1967جاء لحل الصراع القائم وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة في 1967وهذا القرار اخذ صفة التكرار في المحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان مطالبا بالانسحاب من الاراض المحتلة على اساس الارض مقابل السلام وعلى اسرائيل ان تقبل بقرارت الامم المتحدة وانهاء الصراع القائم والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين وصرف التعويضات للمتضررين ، ولاينسى الدور الاردني الهاشمي في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية القائمة على المقدسات حاليا فهي تاريخية منذ عهد الشريف الحسين بن علي عام 1924لحماية المقدسات والدفاع عنها في وجه المخططات الاسرائيلية والعمل على ترميم مبنى قبة الصخرة المشرفة واعمال الترميم والصيانة للمسجد الاقصى وجميع اجزائه ومكوناته الرئيسية من محاريب وماذن . ومازالت اسرائيل في تعنتها ومنهجها هو التوسع بالاستيطان وتهجير اهل فلسطين من ارضهم وتضييق الخناق عليهم في حياتهم اليومية ، فالمنهج الاسرائيلي يخلوا من الجانب الانساني قطعيا ويرفض قرارت الامم المتحدة في عملية السلام وانهاء الصراع و ايقاف الحروب في المنطقة.
ان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والتي تعتبر قلب الامة العربية والاسلامية النابض والتي تحتل موقعا جيوسياسيا مميزا في الشرق الاوسط ، حيث كانت ارض فلسطين المباركة ومازالت مطمعا اسرائيليا لوجود وطن بديل للاسرائيليين ولتكون نقطة تجمع لهم اي (ارض الميعاد) وذلك حسب روايتهم ومزاعمهم الباطلة الخالية من الصحة والتي بنيت على روايات مغلوطة لاتمت للحقيقة بصلة ..
لقد سعى اليهود في العالم لتكون فلسطين وطنا قوميا لهم وبغض النظر عن الجانب الخاص بالملكية لمن تعود هذه الارض الهدف هو ايجاد ارض تجمع يهود العالم وهي في نظرهم ارض الميعاد فلسطين العربية . لقد كان مؤتمر بازل وهو اول مؤتمر احتلالي عقد بزعامة تيودورهرتزل في مدينة بازل السويسرية في 1879 ، فقد كان المؤتمر بداية تالنشاط العملي للمنظمة لقد شعر هيرتزل بالياس عندما وجد اغنياء اليهود لم يكونوا متشجعين على المساهمة في تمويل المشروع اليهودي المرتقب وهو اوقامة وطن قومي لهم وعلى ان يكون في فلسطين او الارجنتين و اوغندا ايضا . لقد تكللت جهود هرتزل بالنجاح في فكرة اقامة وطن لليهود في فلسطين وكان من اهم هذه النتائج موافقة وتاييد المنظمة العالمية لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وكان هذا من اهم بنود قرارات المؤتمر وتوفير الدعم المالي من رجال الاعمال اليهود والاغنياء لاقامة وطن لهم.
لقد عملت الحركة بكل السبل المتاحة من اجل الاستيلاء على الارض الفلسطينية واخراج اهلها منها لتفريغ تفريغ الارض من اهلها الاصليين وقد استخدم الاحتلال طريقة ممنهجة تهدف الى امتلاك اكبر قدر من مساحة الارض الفلسطينية من اجل بناء المستوطنات هنا وهناك.
ان فلسطين ارض عربية لها تاريخها المقدس ولها اهلها وفيها المسجد الاقصى المبارك ، المكان الذي اسرى اليه نبي الامة محمد عليه افضل الصلاة والسلام كما جاء في سورة الاسراء : " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسحد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله.... صدق الله العظيم . وقد قسمت الحرب الاسرائيلية العربية المنطقة الى قسمين القدس الشرقية والقدس الغربية فالقدس الشرقية يسكنها العرب المسلمين والمسيحيين والقدس الغربية يسكنها اليهود بعد تهجير اهلها منها . لقد كانت اول حرب بين العرب واسرائيل بعد انتهاء الانتداب البريطاني كانت لصالح العدو الاسرائيلي انذاك وقامت اسرائيل باعلان دولتها وبدعم من حكومة بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وكانت امريكا اول دولة تعترف بالكيان في تلك الحقبة .
لقد لعب الانتداب البريطاني دورا في دعم اليهود ومساندتهم وذلك من خلال وعد بلفور المشؤوم الجائر الذي منح اليهود ارضا لهم في فلسطين بغير حق ، ففي هذه المرحلة اقيمت المستوطنات في مناطق مختلفة ذات اهمية وكانت عبارة عن مجتمعات مغلقة "غيتوهات" وهي منطقة مغلقة ومنعزلة يسكنها اليهود .
وفي خضم الاحداث الاخيرة في منطقة الصراع العربي نجد أن احداثا تتسارع يوما بعد يوم على شكل حرب الابادة على غزة بعد طوفان الاقصى جعل مدينة غزة تظهر كمدينة اشباح دمارا هنا وهناك ارواح زهقت بدون ذنب ذيكر جثث مترامية في الطرقات دماء طاهرة عفيفة رسمت الالم والحزن في كل مدينة غزة فكان لها في كل ذرة تراب قصة وحكاية والم في الصميم يعيشه الغزيون خاصة والفلسطينيون عامة من روح القضية والمعاناة والدمار وحرب الابادة التي تشنها الالة العسكرية للكيان التي لم ترحم الحجر والشجر قبل البشر الة عمياء اعتادت على الحروب والنكبات وعلى المجازر هناك وهناك .فما زالت اسرائيل بتعنتها تقوم بالحرب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة فمن يقرع الجرس واين حمام السلام واين الزيتون الاخظر واين راية السلام . لاحولا ولا قوة الا بالله ، فالقرارت الدولية عند الكيان الاسرائيلي تصبح جسدا بلا روح وبلا هوية ويتم تجميد القرارت من اجل اسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الامريكية ..
باحث وكاتب في الشؤون الدولية / عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين