facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الواقعية السياسية .. من أرسطو إلى ميكافيلي


د. أحمد فايز العجارمة
10-11-2024 03:02 PM

ذكرنا في المقال السابق أن تيار الفلسفة السياسية الواقعية ممثلاً بفلسفة أرسطو السياسية، قد خبى تأثيره في الفكر السياسي لمدة تزيد عن ألف عام، حيث سيطرت الأفكار الأفلاطونية على الفكر السياسي في العصر الوسيط سواء في الفلسفلة العربية الإسلامية او في الفلسفة المسيحية.

ومع أرهاصات عصور الحداثة، أخذ الفكر الفلسفي يعود ليلتمس جذوره من فلسفة أرسطو السياسية الواقعية بتأثير كبير من أفكار عصر النهضة، حيث جاءت أولى هذه الإرهاصات مع الفيلسوف الإيطالي نيكولو ميكافيلي (1469-1527) هو فيلسوف سياسي ودبلوماسي إيطالي من فلورنسا، ويعتبر أحد أعلام عصر النهضة الأوروبية.

ولفلسفة ميكافيلي السياسية، طابعها الخاص المتفرد عن فلسفة أرسطو -وبالطبع عن أفلاطون ايضاً-، فهي وإن كانت تعد إمتدادا للفلسفة السياسية الواقعية التي نشأت مع أرسطو-وربما قبل ذلك مع السفسطائيين- إلا أنها لم تُعنى بتلك المواضيع التي تناولتها فلسفة أرسطو من ناحية التفريق والمقارنة بين أشكال النظم السياسية في الدول المختلفة –كما كانت لدى أرسطو-، بل عُنيت أكثر بكيفية ممارسة السلطة السياسية من قبل الحاكم (الأمير) بحيث تتم الممارسة السياسية بأقصى درجات الفعالية في تحقيق أهدافها، حتى لو تطلب ذلك أستخدام وسائل "غير أخلاقية".

ويعد ميكافيلي هو المؤسس للفصل التام بين السياسي والأخلاقي; وذلك على أعتبار أن إستمرارية السلطة واستقررا الدولة هو الهدف الأسمى لفلسفته السياسية، وهو الأمر الذي أكسبها هذه السمعة غير الحسنة للميكافيللية التي أصبحت في الأذهان مرادفة للعمل البراغماتي المفصول تماماً عن أي مبدأ أخلاقي، وذلك بوحي مباشر من شعارها الشهير ((الغاية تبرر الوسيلة)).

وللميكافيللية حضورها الطاغي في الممارسة السياسية اليوم، إذ غالباً ما يعطي ساسة العالم المعاصر اليوم الأولوية للاعتبارات العملية على المبادئ الأخلاقية أو الأيديولوجية ضمن نهج واقعي يركز على ما هو ملائم سياسياً بدلاً من التركيز على ما هو صحيح أخلاقياً، إذ تزخر الممارسة السياسية اليوم بتوظيف كبير للتكتيكات الميكافيللية الشائعة في السياسة المعاصرة مثل (البراغماتية السياسية، فن المظاهر والكاريزما، وسياسة التفريق "فرق تسد"، تصدير الأزمات، تغيير التحالفات بتغيير المصالح والإستدارات الإسترايجية، اللعب على مشاعر الهوية والتهديد الخارجي، وسيكلوجيا الجماهير..) وغيرها مما يضيق المجال عن ذكرها في هذه السطور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :