ترشح العرموطي لرئاسة مجلس النواب مجازفة قد لا تحمد عقباها.
راشد فريحات
09-11-2024 11:02 PM
يتفهم الأردنيين كافة المكانة الشعبية التي يحضى بها سعادة النائب صالح العرموطي، ابو عماد،، ولكن.
إن فاز في هذا الماراثون، فثمة محاذير شعبية، وشعبوية، ونخبوية تتعلق بالفرصة والهامش اللذان سيتحرك من خلالها ابو عماد .. وقد لايتوفر المناخ الملائم لهذه المجازفة.
إعتاد الأردنيين على مواقف جريئة وشجاعة لأبا عماد، وقد لايقبل المتابعون والمهتمون بأقل من ذلك.
في علم السياسة يسعى كثير من السياسيون لتحقيق الممكن عبر المستحيل، وصناعة الكثير عبر القليل والتهويل .. وتكذيب الحق البين، لصالح الكلام الهين اللين.
هنا ستبدأ المعاناة، إن قبل ابا عماد ولن يقبل، فسيخسر تاريخ وإرث ناصعان البياض، وإن رفض، وسيرفض، فسيخسر دعم كثير من القوى والجهات.
ربما مصلحة أردنية سياسية صرفة أن يكون لرئاسة هذا المجلس رئيس ذو خلفية قانونية، وشعبية ممتدة على مساحات هذا الوطن، مايعطي قوة للمجلس، وما ينعكس ايجابا على الموقف الاردني من القضايا العربية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وهاقد عاد ترامب، وحزبه الجمهوري، ولا يخفى على أحد أن ترامب على علاقة غير جيدة مع الأردن.
الاستحقاقات القادمة على المنطقة جارفة جامحة ستطال معظم اليابس، وبعض من الأخضر .. لذا ليس ترفاً تقوية المجلس رئاسة وأعضاء .. وإنما هي ضرورة ملحة لابد منها، ولابد من الالتحام مع كافة المكونات الوطنية للوقوف في وجه القوى الكائدة، والمخططات الحاقدة، والخيارات المفتوحة.
العرموطي رجل قوي، يشبهنا بكافة تفاصيله، يعجبنا بشماخه الأحمر، ومواقفه المتدفقة الشجاعة .. ولكننا نخشى ما نخشاه من فشل التجربة .. عندها ستتغير الأدوار، وربما تنقلب الطاولة، وقد تسقط أخر معاقلنا الحزبية العميقة.
أنصح الإخوان أن يكتفوا بدورهم الإصلاحي التاريخي، الدور الوطني الثائر على الفساد و المفسدين،ودورهم في الدفاع عن الأردن، وفلسطين، وعن المعتقدات والدين .. وأن يبتعدوا عن المناصب والمكاسب، كي لا تتصدع القواعد، وينفذ مخزونهم الشعبي