تأثير فوز ترامب على الشرق الأوسط
د.أسمهان ماجد الطاهر
09-11-2024 07:10 PM
فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والسؤل كيف سيكون تأثير فوز دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة على الصراع في فلسطين ولبنان!
القلق يتمحور في المقام الأول إلى موقف السياسة الخارجية لإدارته، والذي مثل في الماضي خروجًا عن الاستراتيجيات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط، من خلال عدة محاور رئيسية، أثارت القلق كان أبرزها، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في عام (2017).
وقد كان أحد قرارات ترامب الأكثر إثارة للجدل، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
حيث أدان الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي هذه الخطوة على نطاق واسع، خاصة أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المحتلة.
وقد أدى القرار حينها إلى تعميق التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، وشكك بدور الولايات المتحدة كوسيط محايد في عملية السلام.
أضافه لذلك كان السياسه الخارجية للفترة الرئاسية السابقة للرئيس ترامب لها تاثيرًا ومواقف في لبنان، والتي يسكنها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، وهناك أثر كبير فيها لحزب الله (الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران ويعارض السياسات الإسرائيلية)، وقد شهد توترات متزايدة في السنوات الماضية.
لقد ساهمت سياسات ترامب السابقة في تضخيم التوترات بين الولايات المتحدة وحزب الله، الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار لبنان بشكل أكبر، على الرغم من أن البلاد كانت تعاني بالفعل من أزمة سياسية واقتصادية عميقة.
وفي عام 2020 طرحت إدارة ترامب خطة سلام أطلق عليها اسم "صفقة القرن" والتي تهدف إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وكانت الخطة بمجملها لصالح إسرائيل، وعرضت الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على جزء كبير من الضفة الغربية، بما في ذلك مناطق المستوطنات، وبقاء القدس عاصمة إسرائيل الموحدة.
وبطبيعة الحال رفضت القيادة الفلسطينية الخطة واعتبرتها امتدادًا للاحتلال الإسرائيلي وإنكارًا لتطلعاتهم إلى إقامة دولة فلسطينية.
كما أعطت إدارة ترامب موافقة ضمنية على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما عاكس السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة والتي تعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقد اعتُبر التوسع المستمر للمستوطنات بدعم من ترامب حينها بمثابة ضربة كبيرة لاحتمالات تطبيق مشروع حل الدولتين، كما هدد كل المطالبات الفلسطينية بإقامة دولة مستقله على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
بالمختصر كانت سياسات ترامب، منحازة دائما لدعم إسرائيل ومعارضة إيران وحزب الله، ودفعت لبنان إلى موقف صعب، والذي بدوره سعى في كل تلك الظروف إلى الحفاظ على توازن دقيق بين تلك القوى. وأدت مقاومة حزب الله المستمرة للإجراءات الإسرائيلية، بدعم من ايران، إلى زيادة تعقيد الوضع الجيوسياسي في لبنان.
لقد كان لرئاسة ترامب تأثير عميق في كثير من الأحيان على القضية الفلسطينية، حيث كان منحازا في كل المواقف إلى الجانب الإسرائيلي، مما قوض التطلعات الفلسطينية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وكذلك الحال في لبنان حيث أدت سياسات إدارته سابقا إلى زيادة التوترات، وزادت من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي.
لقد كان التأثير الإقليمي الأوسع، هو ضعف الدعم التقليدي لفلسطين لصالح علاقات داعمة بالمطلق لإسرائيل.
كل ما سبق يجعل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط أقرب إلى مواجهة تحديا كبيرا وخطرا في الوقت الحاضر وخصوصا إذا استمرت الإدارة الأمريكية في ظل رئاسة ترامب إلى تبنى نفس نهج السياسة الخارجية السابقة، وبالذات في ظل الظروف الراهنة الحرجة في منطقة الشرق الاوسط.