facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من بوابة السيليكا .. هل نجرؤ على استثمار الفرصة؟


محمود الدباس - ابو الليث
09-11-2024 02:44 PM

في تلك الرقعة الهادئة.. التي ترتسم بين جبال الجنوب الأردني ووديانها.. تحديداً في منطقة معان ودبة حانوت.. تقبع ثروة صامتة من الرمل الزجاجي والسيليكا النقية.. تلك المواد التي تكمن في عمق تربتها أسرارٌ لصناعات عالمية.. تلامس حاجات دقيقة في حياة الإنسان المعاصر.. فتلك الرمال البيضاء.. تعتبر من أنقى أنواع الرمل الزجاجي في المنطقة.. وقابليتها للدخول في صناعات متعددة.. تجعلها كنزاً اقتصادياً غير مستغل بالكامل حتى الآن..

فالسيليكا المستخرجة من تلك المنطقة.. تعتبر مادة أساسية لتصنيع ألواح الخلايا الشمسية.. تلك التقنية التي تُعد الحل الأمثل لتحديات الطاقة المتجددة.. وتتميز بجودتها العالية.. مما يجعلها مرغوبةً على نطاق عالمي.. إضافة إلى استخدامها في العدسات البصرية.. التي تتطلب نقاوة عالية لضمان وضوح الصورة ودقتها.. كما تدخل السيليكا في مواد تنقية المياه.. ومعاجين الأسنان.. ولعل هذه الاستخدامات مجرد بداية.. إذ تدخل السيليكا كذلك في الصناعات الطبية.. كالمجاهر الدقيقة.. وأدوات التنظير.. وأطراف صناعية متطورة.. وتدخل في صناعة الشرائح الإلكترونية.. والموصلات.. والمكثفات.. والتي تقوم عليها الأجهزة الذكية المتطورة.. مما يجعل الطلب العالمي عليها في تزايد مستمر..

ورغم أن الأردن يملك القدرة على توفير هذه المادة بكميات عالية.. وجودة متميزة.. إلا أن المصنع الذي كان يوماً شاهداً على إمكانية استثمار تلك الثروة في معان.. أُغلق منذ فترة.. وهنا تبرز تساؤلات حيوية حول هذا الواقع.. هل ندرك حجم الفائدة التي يمكن أن تعود على الاقتصاد الأردني.. من خلال إعادة إحياء هذا المصنع وتطويره؟!.. ليس فقط لإنتاج المواد الأساسية المعتادة.. بل للتوسع نحو صناعات جديدة ومتقدمة.. قد لا تكون في متناول الدول الأخرى بسهولة..

إن الطلب العالمي على السيليكا ومنتجاتها.. يتجاوز اليوم 11 مليار دولار أمريكي.. ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 6% سنوياً.. مدفوعاً بتزايد الحاجة في صناعات الطاقة والتكنولوجيا والرعاية الصحية.. أما الشرق الأوسط.. وخاصة دول الخليج.. فتستورد منتجات السيليكا بحوالي 1 مليار دولار سنوياً.. مما يشير إلى فرصة استثمارية ضخمة.. يمكن للأردن استغلالها لتلبية جزء من هذا الطلب المتزايد.. عبر إعادة تشغيل المصنع وتوسيع مجالات إنتاجه..

وليس بعيداً عن هذا الطموح.. فإن المصنع الجديد في حال تشغيله وتطويره.. سيمنح الأردن ميزة استثنائية لدخول الأسواق العالمية.. ليس فقط بتوريد المادة الخام.. بل بتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة.. كألواح الطاقة الشمسية.. وشرائح الذاكرة.. والأطراف الصناعية.. التي تتطلب نقاوة عالية وكفاءة مضمونة..

ونحن نشهد ونسمع تحركات للحكومة الجديدة.. ونعول عليها بشكل ايجابي.. لعل هذه الرسالة تلامس مسامع اصحاب القرار.. ونرى المصنع قد تم ازالة غبار الزمن عنه.. وبدأت منتجاته تزاحم مثيلاتها في الاسواق العالمية قبل المحلية..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :