رسالة عمان، هذه الرسالة الإنسانية الخالدة!!.. فمن يتعمق في صفحات هذه الرسالة القيمة ويتأمل في شذرات القول والعبر التي سطرها عميد آل البيت الملك عبد الله الثاني حفظه الله يجد أن الحكمة بالقول الحسن الصادق والإعتدال يبقى دوماً إرثاً غنياً عبر العصور.
الأفكار الطيبة والجهد الحسن المثمر هو الذي يسهم بشكل كبير في إرتقاء الحضارات والأمم.. وهذا بالضبط ما سعت إليه رسالة عمان عبر تركيزها وتأكيدها الدائم على أهمية الحوار المنفتح المسؤول الذي يحترم حقوق الآخر ويعي أن الكلمة الحسنة الطيبة هي حادي مسيرة الحوار البناء الذي يثمر حسناً.. فالعمل والكلمة الحسنة كما النبتة الحسنة ثمرها طيب وطلعها طيب.
رسالة عمّان بكل فصولها تعتبر بمثابة الجسر الواصل بين أصالة الماضي ومعاصرة الحاضر.. بحيث تقوم مفاهيم هذه الرسالة على ضبط تسارع سير المجتمع والأمة نحو المستقبل الواعد.. لكن بخطى ثابتة ورؤية معتدلة ومنفتحة مع إهتمامها وحفاظها بذات الوقت على القيم الأصلية.. مما أدى الى إعتبارها من قبل الكثير من العلماء الأجلاء في العالم على أنها الخطوة العملية الأهم في العصر الحديث التي تسهم بشكل حقيقي في تحقيق التعاون القائم على الإحترام بين أتباع الديانات السماوية وبين البشر بشكل عام!.
وثيقة تاريخية خالدة لنشر الفضيلة وتحقيق مفهوم التعاون على الخير والإحسان هي رسالة عمّان.. الإعتدال وإحترام معتقدات وديانات الآخرين هي من أهم مضامين هذه الرسالة الإنسانية.. رسالة عمّان نجدها تتجسد بوضوح وعلى أرض الواقع في صوّر حياتية لا أروع ولا أجمل في التعايش السلمي الراقي بين أصحاب الديانات السماوية والوئام بينهم في بلدنا الغالي.
أرباب الخير العميم الممتد هم الهاشميون.. وهم كما عهدناهم دائماً صناع جسور الإخاء والسلام الآمن الذي يقوم على الحرية الملتزمة الحسنى.. هذه الحرية الراقية التي تنبذ كل أشكال العنف والتطرف والإساءة للآخر.. فهم قد سطروا لنا ولكل شعوب الأرض رسائل وعبر ضمخت بطيب الشيم والخصال، والتي يعتبر من أحد أبرزها رسالة عمّـان!
في التاريخ وسفر الحياة الأكبر هناك دروب وأبواب.. أما الدروب فكلنا نسلكها ولكل منا طرقه وأهدافه.. لكن التاريخ لا يخلد بحروف المجد إلا من جعل من دربه وأفكاره وسيلة للإرتقاء بمكانة الآخرين كي ينعموا بحياة أفضل وأحسن.. لذا كانت وستبقى رسالة عمان منارة فكرية ورسالة خالدة محفوفة بكل حروف المجد كونها تجسد لكثيرين منا دستوراً إنسانياً راقياً لنا ولأبنائنا من بعدنا!!.
Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)