لا يمكن حصر المواقف التي واجهها الاردن في تاريخه وكانت تحديات خطيرة وذات نتائج محتملة بالتغيير السياسي والديموغرافي للدولة الاردنية ، ولا يمكن ابدا ان ندرك حجم الجهد الاردني المبذول في سبيل مواجهة هذه المصاعب التي هي ضغوطات باتجاه إجبار الاردن على إتخاذ موقف يتناقض مع ثوابته وسياسته العروبية القومية ، ولكن لم تنجح كل هذه بثني الاردن عن نهجه القويم وعروبته ومواقفه مع الحق .
وكم تحدث جلالة الملك عبدالله الثاني بقوة وثقة مستخدما عبارة واضحة بقول جلالته ""لا خوف على الاردن."" ولكن لا تخلو الساحة ابدا في داخلها أو خارجها من بعض الاقلام والابواق التي تحاول استجرار الخطر على الاردن ، وحين تتأمل في هذه الاقلام والأبواق وتتعرف على تاريخها تدرك الاسباب وما هي اجندتهم ومن وراء مواقفهم المأجورة .
ولكن وكأننا اصبحنا فعلا ، وتمرسنا على مواجهة كل اشكال التحديات ، وربما لم تعد المتغيرات الدولية تشكل صدمة للاردنيين مهما كان التوقع بأنها ستكون مصدر خطر ، وحتى في نتائج الانتخابات الامريكية الاخيرة ، والتي مهما كانت نتائجها اصبح الاردنيين على قناعة ان لا تغيير في السياسة الامريكية مهما تغير الاشخاص ، فهي بنهج واحد وثبات ، ولكن للسياسة الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني القدرة الحقيقية على التعامل مع المستجدات ، والوصول الى حالة تكون نهايتها الحق الكامل للشعب الفلسطيني .
ولكن ما هو المطلوب منا كمواطنين اردنيين في هذا العالم المشحون بالعدائيات وسياسات التصفية ومحاولات التغيير من اجل تاريخ هو تاريخ عربي تكرر عبر القرون السابقة ، ليقول أن الارض عربية بكاملها؟ وما هي القناعات العربية التي تتولد يوميا وكيف نعظمها ونستثمر التاريخ وندرك أن التاريخ لم يورد يوما أن هناك مقاومة قد ماتت بل انها ستنتصر ؟.
وكيف نوظف المنتديات والصالونات وكل الندوات والانشطة الثقافية لتعزيز هذه المفاهيم ، وابدع صالون الدكتور سهام الخفش بإثارة نقاش علمي قبل ايام تحدث فيه الدكتور حازم قشوع عن الانتخابات الامريكية ، وكيف أنه لا يمكن أن يتجاوز الخطر تلك الحدود في السنوات السابقة ، ولكن الخطر هو في الوهم عند البعض وعدم ادراكهم للحقائق ، ومعرفة أن القرار الامريكي يمر في مصنع تتعدد حجراته واروقته وأن الادارة الامريكية لا يمكنها الاستمرار في قتل العالم .
ولكن علينا كاردنيين أن ندرك أن لدينا قيادة هي مصدر ثقتنا وهي صمام الامن والأمان في هذا العالم المضطرب، مع ثقتنا أن النهايات تقترب ، وأننا على ابواب اردن بمستقبل زاهر بعون الله .