الناطق الرسمي ودونالد ترامب وفريد شوقي
المحامي محمد الصبيحي
08-11-2024 03:05 PM
كي لا تتهمني الحكومة بتعكير صفو العلاقات مع صديقتنا امريكا فإنني أعترف انني معجب جدا باناقة السيدة (ايفانكا) ابنة الرئيس الذي فاز بقوة (٣ فاز)، ومعجب بالوان ربطة عنق المياردير دونالد ترامب واحاول تقليده فافشل باستمرار، ومعجب بقوام ورشاقة الرئيس ترامب الذي يذكرني دائما بالشبه الكبير بينه وبين وحش الشاشة العربية فريد شوقي، ولو تاملنا في تراث وحركات فريد شوقي في فترة الستينات والسبعينات لوجدنا تشابها مدهشا بينه وبين وحش الانتخابات الامريكية دونالد ترامب ، واتوقع أن تتكرر شخصية المرحوم (محمود المليجي) في وزير خارجية العهد (الترامبي) الجديد.
وبالمعايير القانونية الامريكية فان ما قلته اعلاه يشكل مدحا وثناء على الرئيس أما بالمعايير الحكومية الاردنية فقد يشكل إساءة للمرحوم (فريد شوقي) او للرئيس ترامب وجريمة تعكير صفو العلاقات مع دولة صديقة ،، ليست صديقة فحسب بل ذات علاقة استراتيجية مع الاردن كما يرى ( في المنام ) وزير الاتصال الناطق الرسمي لحكومتنا الموصوفة ب ( الرشيدة ) منذ مائة عام وقد كنت في الصغر اعتقد أن نبتة (الرشاد ) ذات المذاق الحار انتاج حكومي خاص.
وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي، الدكتور محمد المومني، صرح بأن (العلاقات الأردنية الأمريكية استراتيجية ومؤسسية، بصرف النظر عن الحزب الحاكم في الولايات المتحدة) وهو ما قاله حرفيا وزير الصناعة والتجارة للسفيرة الامريكية في عمان اول امس ، وكلاهما (المومني والقضاة ) يمتلك رؤية استراتيجة متقدمة نحترمها طبعا.
وقال المومني ايضا في تصريحات صحفية ( إنّ الحكومة الأردنية، تعتبر نتائج الانتخابات الأمريكية شأنا داخليا أمريكيًا ) وهذا تصريح مذهل يشبه تماما ان يسدد رونالدو البرتغالي هدف الفوز في مرمى ميسي الارجنتيني.
نعم سيد مومني هي شأن امريكي داخلي تماما كما هي انتخابات رئيس جمهورية تشاد أو ساحل العاج ،، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ، ولكن الذي يحيرني لماذا تسمر العالم امام شاشات (cnn) و فوكس نيوز في ترقب نتائج ذلك الشأن الداخلي الامريكي !!. ولماذا تقول صحيفة عالمية ان فوز ترامب سبب ذعرا لليبراليين ودعاة الديمقراطية حول العالم ؟؟ لماذا بذل الروس جهودا سرية حثيثة لفوز ترامب ؟؟ لماذا يتدخل كل هؤلاء في شان داخلي امريكي ؟؟ ، شخصيا اذا التقيت بوتين يوما سانقل اليه وجهة نظر الناطق الرسمي الاردني.
ايها السادة كان شريف مكة الحسين بن على اول ثائر على الظلم والطغيان والتهميش والتجهيل الذي تعرض له العرب لعشرات السنين فسارعت بريطانيا العظمى الى بناء علاقات ( استراتيجية ) مع شريف مكة ملك العرب وبذلت له الوعود ( رسائل مكماهون ) وما ان انتصرت في الحرب العالمية الاولى حتى ادار رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج ظهره للشريف وباع العلاقات الاستراتيجية لاول مشتر بثمن افضل وأطلق وزير الخارجية وعد بلفور.
اخير أسأل الوزير الاردني المحترم سؤالا يحيرني: الامريكيون يعلنون يوميا التزامهم بأمن اسرائيل ويصرحون بان علاقاتهم مع اسرائيل استراتيجية ، ونحن نقول ان علاقاتنا مع امريكا استراتيجة ومع ان مصالح اسرائيل التوسعية تهدد امننا وتصطدم مع مصالحنا الاستراتيجية فكيف يمكن ان توفق امريكا بين حليفين لها تتناقض مصالحهما الأستراتيجية ؟؟ ولمن ستنحاز اذا اصطدما ؟؟ ولماذا لا يعلن الامريكيون رسميا التزامهم بأمن الاردن كما هو التزامهم اليومي بأمن اسرائيل ؟؟