facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرئيس ترامب .. محاولة تحليل عقله الباطن


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
08-11-2024 09:14 AM

سأحاول في هذه العجالة الدخول الى عقل الرئيس ترامب الباطن بناء على التوازن الكيميائي في التشابكات العصبية و انعكاسها على السلوك الانساني فالرئيس ترامب و كل القادة هم في آخر اليوم بشر لهم عقل واعي مسؤول عن أقل من خمسة بالمئة من حياتهم و عقل باطن هو المسيطر.

من مراقبتي لخطابات ترامب اجد أن مكانه الهادئ الآمن هو العائلة و التاريخ العائلي و بشكل خاص الأم. كل فرد فينا يبحث عن الأمان الداخلي و يبدو أن ترامب يجد الامان في الأم و بالتالي فإن الزوجة و التاريخ العائلي هو المدخل للانسان العادي داخل ترامب. لو كنت في موقع يسمح لي بمقابلة ترامب و اختيار طريقة المقابلة لاخترت لقاءه عائلة مع عائلة بل لفضلت وجود الأم ايضا لان ذلك مكان فيه ترامب البعيد عن كل الصراعات و الافكار و التنافس.

ترامب برأيي يصر على أن يكون النجم في كل حدث مهما صغر و أن يكون مركز الاضواء و سيقاتل من يسلب منه و لو جزء بسيط جدا من تلك الاضواء. لذلك لو كان لي ان اتعامل معه لصنعت حدثا أو قضية و تركته يكون النجم و بما ان مكانه الهادئ هو التاريخ العائلي و الذكريات فقد يكون الارث البدوي الاردني الذي يعلي من شأن الام كمركز للاسرة هو الحدث.

نتيجة ارتفاع الدوبامين و السيروتونين برايي في التشابكات العصبية في عقل ترامب فإنه معتد بذاته و يمتلك طاقة هائلة لذلك فإن اي صدام معه مدمر و لكن احتوائه كفرد هو من خلال المنطقة التي تستكين بها هاتين و هما الام و العائلة و الذكريات و التاريخ.

ترامب خطيب مفوه و سريع البديهة في الرد و هذا برايي طبيعة الاشخاص الذين يستمتعون بربط عدة افكار و الخروج بفكرة واحدة اي استنباط فكرة من عدة اجزاء من فكرة و تلخيصها في جملة او جملتين. لذلك لو كنت اتعامل على المستوى الفردي مع شخص مثل ذلك لاعطيت له الافكار مثل puzzle متناثره ليرضي اعتداده بنفسه في حلها و يمارس هوايته العميقة لتجميعها بفكرة.

من يمتلكون ما سبق عادة يكونون ليسوا فقط قيادي بل يكرهوا فكرة الشعور بان اي فرد او جماعة يقودهم او يملون عليهم و اي اشارة انهم ليسوا القائد و المحرك الاوحد لحدث ما يفقدون الحماس لذلك الحدث. لذلك لو اردت احباط عمل ما لاظهرت ان القيادة لغيرهم و انهم تابعون.

عكس ما يعتقد الكثيرون فانني لا اعتقد أن ترامب يحب العنف في السياسة فهو برايي مثلنا الجراحين نمارس الجراحة و هي شكل نبيل من العنف عندما نعتقد انها في صالح الآخر. طبعا نحن نعتمد اسس علمية و لكن في حالة سياسي مثل ترامب اعتقد ان عقله الباطن يعتمد تصنيف قناعته بين الاخيار و الاشرار وفق ما برمج عليه.

لذلك لا اعتقد ان ترامب سيذهب لحروب واسعة او طويلة و لكن لن يمانع في عمليات جراحية محدودة و سريعة على ان تكون وفق تصنيفه الذاتي للاخيار و الاشرار. لو قيض لي أن اقترح لركزت على الدور الانساني في احتواء اللاجئين للاردن و فرض نفسها جبرا في تصنيف الاخيار. انا اعرف اننا نمارس ذلك و لكن قد نحتاج اعلاما بلغة اخرى و تكررا لا ينتهي.

استكمالا للفقرة السابقة فإن الاعلام الامريكي و طبيعة الرئيس ترامب برأيي تعشق السوشيال ميديا و نجوم التمثيل و الاعلام و هؤلاء من سيسمع لهم اكثر فماذا لو كان هنالك زيارات متكررة من هؤلاء بدعوات تحمل الطابع الانساني النبيل لتقديم الدعم المعنوي للاجئين و شرح الدور الأردني الانساني النبيل في حماية تلك الفئات التي جارت عليها الجغرافيا و الاحداث.

طبيعة ترامب برأيي أنه يحسب العائد المادي من كل عمل و لكن برايي فان العقل الباطن لرجال الاعمال يرغب ايضا بالمردود المادي من الشهرة و التاريخ و الانجاز و لكن دون بذل الكثير.

اعود خطوة لمسالة التاريخ و العائلة فهذا يدفعني ان اتوقع ان ترامب سيحاول في العمق ان ينتمي او يشعر انه المحافظ على مظاهر التاريخ الديني حتى لو لم يكن متدينا و هذه قد تكون مدخلا لاطلاعه على التنوع الديني و التعايش الذي حافظت عليه الاردن و مثلت فيه نموذجا لقرون.

هذه افكار سريعة جمعتها عندما فاز ترامب البارحة و حاولت ربطها بفهمي العملي للعقل الباطن و لكنني سأحاول أن أغوص اكثر عندما يتسنى لي الوقت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :