الاقتصاد والصوت العربي في الانتخابات الاميركية!
عصام قضماني
07-11-2024 01:28 AM
في الانتخابات الاميركية ينجح الرئيس او يسقط بسبب الفقر والبطالة والتضخم اما السياسة الخارجية فتاتي متاخرة.
لكن يبدو ان معايير السياسة الخارجية في هذه المرة كان لها اثر ظاهر بشكل او باخر.
الاسرة واهتماماتها هي هي في كل العالم وفي كل انتخابات رئاسية كانت ام نيابية وهذه حقيقة موضوعية، فالعائلة الأردنية مثلا تهتم بمستوى معيشتها وتوفير فرص العمل لأبنائها أكثر من اهتمامها بالديمقراطية.
عند الأردنيين يأتي مستوى المعيشة قبل الحرية ولا يهتم الناخب الاميركي للحرية لانها حاصل تحصيل فمستوى المعيشة والبطالة والتضخم هي محور اهتماماته.
عندما تكون الاوضاع الاقتصادية صعبة ياتي مستوى الدخل اولا واكثر اهمية من الديمقراطية.
لسنا هنا في مجال عقد مقارنة بين الاولويات التي تضع الاقتصاد اولا او تلك التي تفضل الديمقراطية وهما بالمناسبة ليستا بالضرورة متضادتين لان التركيز على الإصلاح الاقتصادي والنمو والاستثمار وفرص العمل، هو بالضرورة تركيز على الإصلاح السياسي والديمقراطية مع ان كاتب هذا العمود يعتقد ان الاقتصاد ياتي اولا وهو الممهد لديمقراطية حقيقية وسليمة.
هناك من يقول ان الديمقراطية تولد بالضرورة اقتصادا قويا لانها تفتح الباب واسعا امام مساهمات اوسع في القرار الاقتصادي وتحد من التفرد فيه وهو صحيح لكن الصحيح ايضا ان الديمقراطية تحتاج الى قاعدة اقتصادية صلبة تنطلق منها.
يكفي أن نلاحظ ان فوز الرئيس الاميركي أو سقوطه في الانتخابات يعتمد على حالة الاقتصاد الأميركي ومعدلات النمو والبطالة، وليس على علاقات أميركا الدولية وهذا ما كان في حالة فوز ترامب !!.
سيبقى السؤال الجدلي مطروحا وهو هل أن السياسة تتبع الاقتصاد وتهدف لخدمته ام العكس، يبدو ان في فوز الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب اجابة واضحة على هذه الجدلية فالاقتصاد هو ما حمله مجددا الى كرسي الرئاسة. للاسف في البلدان العربية، يتبع الاقتصاد السياسة، فتتحسن العلاقات الاقتصادية كلما تحسنت العلاقات السياسية والعكس صحيح، هذا ما ينطبق تماما على العلاقات العربية العربية لكنها في العلاقات مع العالم مختلفة تماما لدرجة الانفصام السياسي والاقتصادي فكثير من الدول العربية الثرية خصوصا تقيم علاقات اقتصادية قوية مع دول تختلف معها سياسيا !!.
الدول العربية لم تستطع ان تجد قواسم مشتركة تجعل منها قوة اقتصادية واحدة وكأن اللغة والتاريخ والدين ليست كافية لذلك في عالم يقوم على المصالح على طريقة » هات وخذ ».
لذلك فان تاثير العالم العربي ومن خلفه الاسلامي في المسرح العالمي لا يعادل نصف تاثير اسرائيل واقل من ذلك وهو اقل كثيرا في مسار ونتائج الانتخابات الاميركية.
اذا لم تستطع الدول العربية بقضاياها ووجهات نظرها التاثير على اتجاهات الانتخابات الاميركية كما تفعل اسرائيل واللوبيات الداعمة لها فيتعين على الدول العربية والاسلامية ان تحتضن الصوت العربي والاسلامي الذي بدأ يدخل دائرة التاثير في هذه الانتخابات.
الرأي