.. ماذا يمثل ترامب في الذهن الأميركي، هو اليمين المغلق أو اليمين الوطني والمتطرف.. واليمين في كل دول العالم يميل غالبا إلى الهوية الوطنية، وإلى الدين واحترام القيم الأسرية، ناهيك عن حفاظه على وحدة المجتمع.. وأحيانا يكون هذا اليمين راديكاليا ولكن ليس بالمطلق.
بوتين لا يختلف عن ترامب، هو يمثل اليمين المؤمن بقوة روسيا وعظمتها.. بوتين حارب الشذوذ وأعاد انتاج الهوية الروسية، حافظ على قيم العائلة.. لم يتعامل مع جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في إطار الند، بل كان مؤمنا دوما بتفوق روسيا.
في إيران أيضا حاول التيار الإصلاحي اختطاف السلطة، عبر تقنين صلاحيات المرشد لكنه اصطدم بالسلطة اليمينية التي يمثلها (المرشد)، والتي تؤكد أن الثورة هي من يحكم، وأن مبادئ الثورة يجب أن تستمر.. لهذا صار التيار الإصلاحي في إيران مجرد اكسسوار سياسي لا أكثر ولا أقل.
في إسرائيل يوجد نموذج لليمين الديني المتطرف، فالجيش لم يعد علمانيا وقادة الجيش أغلبهم ممن تخرج من المدارس الدينية، والأحزاب التي تشكل تحالف الحكومة هي يمينية متطرفة بالأصل.. والحروب التي تخوضها إسرائيل هي حروب دينية.
العالم كله في السنوات الأخيرة صار يتجه إلى اليمين.. صار يتجه نحو الخصوصيات الوطنية، والقيم واحترام الأديان..
والسؤال الذي أود طرحه هو: أين نحن وهل نقرأ حركة العالم؟
القصة ليست في أميركا ولكن القصة موجودة في الدول المحورية الكبرى، اليمين يسيطر على القرار وهو من يخوض الحرب وهو من يعقد اتفاقيات السلام..
أنا أعتقد أن علينا إعادة ترتيب بيتنا الداخلي، في إطار الحفاظ على الخصوصيات الوطنية وإعادة ترميم الهوية.. في النهاية الأوطان مهما بلغت من قوة لا تصنع هوية، بالمقابل الهوية هي من تصنع وطناً.
الرأي