عمون - • لم يكن قرار اعادة شعلة جرش مرة اخرى ،بالقرار السهل،لان تغييب المهرجان ومرور 3سنوات على الاطاحه به ،ومن ثم فشل المحاولات الثلاث البديله، والضغط الشعبي للعوده الى المدينه القديمه ،كل هذه وغيرها مما هو معلوم وغير معلوم، كانت بمثابة تجاذبات حكمت القرار الجريئ الذي جاء بعنوان (عودة الألق الى مهرجان جرش)
• والآن وقد اصبح القرار ياخذ شكل التنفيذ ، بتشكيل اللجنة العليا ،والكوادر العليا للادارة، التي يقف على راسها الاستاذ " أكرم مصاروه" الذي يعرف تفاصيل جرش (الميدان) وجرش (التفاصيل التنظيمية والفنية) ، فإنه لابد من التأكيد على ان توقيت اضاءة الشعلة وانطلاقـــه المهرجان ،ليست هي الاولوية القصوى‘ على اهميـــة مبررات الاســراع بها.
• ان هناك قضايا كثيره لابد من تاملها ، اولها ان هذه العوده تاتي بعد غياب قسري ، وعلى انقاض ثلاث سنوات من الفشل والتخبط ، فالدوره الاولى لمهرجان الاردن (بالمناسبه لابد من الغاء هذا المهرجان رسمياً ) اثارت اللغط بقيام شركة ذات ميول صهيونية بتنظيم المهرجان . والدوره الثانية وبثلاث ملايين دينار ( ربما اكثر) كان هاجسها الاعلان عن ارقام عدد رواد المهرجان الذي تشظى على رقعه الوطن مثل تحطم اناء زجاجي ، دون ان يكون له اي تاثير على المستوى المجتمعي . والدورة الثالثة تصدى لها التجار فجاءت دورة برائحه العطر ، والسموكنغ والسيارات الفارهه ، وبرؤى المجتمع الذي يسمونه (ارستقراطيا) والذي هو بالحقيقه مجتمع منقطع عن جذوره في الحياة الاردنية.
• اذن على القائمنين الآن على المهرجان ، ان لايعتمدوا ارث مهرجان جرش وتاريخه الكبيرفقط ، ولكن ايضاً ان ينظروا الى تجارب سنوات ثلاث، للاستفاده والعظة من سنوات عجاف الا من الفشل والتخبط.
• ما اريد الوصول اليه ان هاجس الاسراع بتقديم موعد المهرجان ، يجب ان لا يكون له تاثير على صانعي القرار ، ولا خطط المهرجان المختلفه، فالموقع ( انا اعرفه جيداً وزرته مؤخراً) اصابه الخراب، والاهمال،وطاله نصيب كبير من الغضب على المهرجان ، وهو بحاجه الى جهد كبير ومتواصل لتأهيله ، وتنظيفه ، واعادة تاهيل البنية التحتية من توصيلات كهربائية وغيرها،واعتقد ان اكثر من يعرف تفاصيل جرش العتيقه هو الاستاذ "عبد المجيد مجلي" صاحب الخبره الطويلة في ترميم وتأهيل مختلف مواقع المدينة الآثرية الى جانب القوات المسلحة الأردنية ، التي كان لها دور كبير في تجهيز جرش.
• واذا صحت الاخبار التي تقول ان المهرجان سيبدأ في الثلث الاخير من الشهر السابع والدخول الى رمضان ،فإن هذه ستكون بداية غير موفقه، فالمهرجان ليست (خيمة رمضانيه) ، وانما هو فعل ثقافي وفني وانساني وحضاري له استراتيجية المرتكزه على صنع الفرح بالإشتباك الايجابي مع ثقافات وفنون الدول الاخرى والمهرجان ليس بحاجه الى (بروفه) في عودته الاولى ، وانما يجب ان يكون في كامل القه واناقته وقوته.
• واذا ما تم تأجيله الى منتصف الشهر التاسع فإن المناخ يساعد اكثر فالأردن الآن في ظل (ربيع الشعوب العربية) هو البقعة الاكثر أمناً واماناً وجذاباً للعرب ، وللفلسطنيين القادمين من فلسطين المحتله 1948.
• كما ان عودة المهرجان ليست بالضروره ان تكون متجهمه ، وترتدي قناع الجديه المبالغ بها، بإقتصار اختيار النجوم على نوعيه محدده ، بل نحن بحاجه الى مراعاة كافة الاذواق والاعمار، وان يكون كالعادة هناك تنوع ومساحة للاختيار بين الفعاليات المختلفة على مسارح جرش، وان اختيار خمس نجوم عرب للمسرح الجنوبي الى جانب نجوم الغناء الاردني وتوزيعا على مدار ايام المهرجان، اضافه الى الفعاليات المتنوعه على المسارح الاخرى من شأنه ان يعيد المهرجان بقوه، ويبني على انجازاته وحضوره السابق.
• مساله اخرى لم نكن نتمني ان تكون وهي استبعاد نقابة الفنانيين الأردنيين من اللجنة العليا، فقد كلنا بغني عن هذا الامر الذي وصل الى درجه التشاحن، واعتقد ان النقابة لها الحق بالدفاع عن وجودها في مهرجان ثقافي وفني وطني مثل جرش.
• وانا على ثقة بإن القائمين على المهرجان لن يسمحوا بإن يكون هناك اي وجود للكيان الصهيوني ضمن الفعاليات ، ولا اية اسماء مشبوهه، ونثق جداً بإن جرش سيبقى يمارس (خطيئته التي نحبها ونعززها) بإغلاق الابواب تماماً امام تسلسل اي فعالية مهما كانت بسيطة تنتسب للكيان الغاصب الى قلب مهرجاننا الوطني.
• هي ملاحظات ، ونحن نقف على مسافة قصير من بوابة الفرح الأردني، نضعها بحب امام القائمين على مهرجاننا الوطني..
• وكل جرش وانتم بفرح