مع بداية العام الدراسي تطالعنا الاخبار بين الحين والاخر بالمشاجرات طلابية في الجامعات والتي وان للأسف تتسابق بعض وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز هذه المشاجرات وبشكل يسيء لصورة جامعاتنا وشبابنا في بلد يضم بين حدوده عشرات الجامعات نال بعضها مؤخراً مراكز مميزة في سجلات التميز الجامعية العالمية ، حيث لا يخفى هنا ذلك على صورة الاستثمار والسياحة التعليمية من خلال منع تسرب المال الوطني للخارج فضلاً عن استقطاب الطلبة من الخارج في وقت اصبح الاردن بأمنه وتصدر جامعاته المتميز قبلة لهؤلاء الطلاب في ظل الاوضاع الاقليمية والعالمية .

وخلال عملي السابق في متابعة قضايا العنف الطلابي على ارض الواقع فأن أغلب هذه المشاجرات تعود لأسباب محاولة الشباب والذي يغلب عليهم فترة المراهقة اثبات نفسه امام الاخرين كما يرى فضلاً عن عدم سوئ الفهم المتمثل بان العشائرية تعني التعصب للعشيرة فقط بعيداً عن ادراك انها صمام الامان المجتمعي في مختلف المواقف ، فالعشائرية تعنى التعاون والتكاتف لكل خير للوطن والمجتمع كما هو ابن العشيرة ، ألم يسمعوا بأن سيد القوم هو من يخدمهم ويساهم في رفعة الوطن والمجتمع الم يسمعوا عن الجاهات الذين تحملوا صياح معزبينهم حتى يحصلوا على عطوة صلح ، اعلم شيوخاً فردوا عباءاتهم وجلسوا عليها واقسموا انهم لن يتحركوا من موقعهم ولن يذوقوا الزاد والماء حتى يأخذوا العطوة درأً لسفك الدماء ولتطييب الخواطر فكان لهم ما اراد .

ولا يخفى هنا أهمية ابراز دورعشائرنا الاردنية امام الاجيال وذلك ضمن المنظومة الوطنية الشاملة على مدى تاريخ الوطن ومساهمته ببناءه ورفعته بعيداً عن الفهم الخاطيء للعشائرية وذلك بدءً من مؤتمر ام قيس في ايلول 1920 الذي اكد فيه وحدة البلاد الاردنية والبيعة للهاشميين كقادة لها ، وماذا عن مؤتمر ام العمد في حزيران 1937م الذي اكد فيه ان الاردن بقيادته وعشائره هو الداعم الاول للأشقاء الفلسطينين ، وقبل ذلك هل يعلموا ان الشيخ راشد الخزاعي نال وشاح القبر المقدس في عام 1887 م، وهو أعلى وسام يمنحه بابا الفاتيكان وقد منح للمرة الوحيدة في التاريخ لمسلم وذلك تقديراً للدور التاريخي الذي قام به في حماية الأديان من خلال حماية مسيحيي جبل لبنان وإيوائهم اثر الفتنة الطائفية في لبنان ، الم يسمعوا أن اكبر ميدان في مدينة نابلس هو ميدان الشهيد الاردني صالح شويعر الشمري ، وماذا عن بطولات سند اخو صحينة الذي رفض اهالي الشيخ جراح في القدس الا دفنه جوار المسجد الاقصى تقديراً لبطولاته قبل استشهاده عام 1948وغيره الكثير من ابناء الاردن ممن تعطر ثرى فلسطين المباركة بدماءهم العطرة.

مواجهة هذا العنف تبدأ من الأسرة كلبنة اساسية في المجتمع ومن ثم لأدارة المؤسسات التعليمية كجهة مؤتمنة على دوام واستقرا العملية التعليمية فيها وايضاً المال العام فيها وذلك من خلال تنسيق وعمل المحاضرات التوعوية الخاصة فضلاً عن عدم التهاون في هذا الموضوع ، وايضاً للجمعيات الشبابية والعشائرية بتعزيز مفهوم الوطنية الحقة لإبناءنا وأن تبرزه خير مثال على جميع المستويات وليس بعيداً عن هولاء جميعاً وسائل التواصل الاجتماعي بدورها الإيجابي بالنظر لدورها التوعوي والاخلاقي ، هي لا شك رسالة لمختلف الجهات ذات العلاقة اساسها التكاتف والتنسيق المشترك في هذا المجال .