فوز ترامب من جديد .. تحديات وفرص للعلاقات الأردنية الأمريكية
عماد درويش
06-11-2024 09:47 PM
أعلنت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هريس بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب ليدخل إلى البيت الأبيض للمرة الثانية بعد صخب كبير صاحب ترشيحه وحملته الانتخابية وربما يختلف فوزه هذه المرة عن المرة السابقة في كونه اليوم يملك من الخبرة والتجربة الكثير ومن عناصر القدرة على التعامل مع العملية الانتخابية بمزيد من الاحترافية وبالتأكيد أن إعلان فوز ترامب بفترة رئاسية هي الأول مكرر ان صح القول او لنعتبر ان المرة السابقة لتجربة المرشح الرئاسي دونالد ترامب لم تكن سوى بروفة رئاسية لمواطن امريكي عاش عمره بعيدا عن دهاليز السياسة والآن يخوض التجربة مجددا ومع فوزه أي انه هذه المرة يحق له الترشح للفوز بفترة رئاسية ثانية حسب الدستور الأمريكي وبذلك يكون اول رئيس امريكي يسكن البيت الأبيض ثلاث مرات وليس مرتان او مرة واحدة .
ومع فوزه الذي كان متوقعا لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها منها فقط ضعف أداء المرشح المنافس سواء في الحملة الانتخابية أو حتى خلال توليها منصب نائب الرئيس الأمريكي
ومع اعلان النتيجة بدأ الانسان الأردني كيف سيكون شكل العلاقات الأردنية الامريكية؟
يمكن القول بشكل مختصر إنه مع فوز دونالد ترامب مجددًا بالرئاسة، من المتوقع أن تشهد العلاقات الأردنية-الأمريكية تغييرات تتأثر بأولوياته السياسية، وخاصة في الشرق الأوسط.
إذ من المرجح أن يتجه ترامب لتعزيز التحالفات مع دول الخليج وإسرائيل بهدف مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما قد يؤثر على سياسات الدعم والتعاون الإقليمي. وقد يجد الأردن نفسه في موقع حساس، خاصة في حال تصاعدت الضغوط الإقليمية لتبني مواقف واضحة ضد إيران، مما سيؤثر على موقفه التقليدي المتوازن بين القوى الإقليمية.
ولعل السؤال الأكثر حاجة للرد عليه في ذهن الأردني مدى الاستمرارية في الدعم الاقتصادي وهل سيكون له شروط جديدة؟
وهنا نذكر أنه سبق أن شهدت فترة ترامب الأولى ضغوطًا لتقليل حجم المساعدات للدول التي لا تتفق مع سياسات إدارته، ولذلك قد تتجه إدارته الجديدة إلى وضع شروط اقتصادية أو سياسية مرتبطة بالمساعدات.
وفي الزاوية الأخرى من المرآة تبرز القضية الفلسطينية وتأثيرها على الأردن حيث كان ترامب داعمًا قويًا لسياسات إسرائيل خلال فترته الأولى، ما انعكس في إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وطرح "صفقة القرن". في حال تجدد هذا التوجه، قد يجد الأردن صعوبة في التعامل مع هذه السياسات، خاصة فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات. كما أن الأردن قد يواجه ضغوطًا شعبية داخلية لمعارضة أي خطوات تؤدي إلى تقويض حقوق الفلسطينيين.
وعلى صعيد التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب يعتبر الأردن حليفًا قويًا في مجال مكافحة الإرهاب، ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في تعزيز هذا التعاون. وقد تركز إدارة ترامب على تحقيق استقرار أمني أكبر في المنطقة، وهذا التعاون قد يكون إحدى نقاط التفاهم المستمرة، خاصة إذا استمرت التحديات الأمنية على الحدود الأردنية.
ولعل السؤال الأكثر حاجة للرد عليه وهو نتاج خبرات سابقة مع الساكن الجديد القديم للبيت الأبيض ترامب هو التكيف الأردني مع سياسة "أمريكا أولاً" وهو الشعار الذي ظل ترامب على مدى سنوات يرفعه وهل يمكن الاستمرار في رفعه في ظل التغيرات العالمية والإقليمية التي لم تعد نفسها اليوم في ظل متغير على درجة الأهمية القصوى المتمثل في الحرب في غزة ولبنان وتغيير الرئاسة الإيرانية واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتحولات أخرى كثيرة فتحت شعار "أمريكا أولاً"، قد تدفع إدارة ترامب الأردن نحو البحث عن مصادر جديدة للدعم، خاصة في حال تقلصت المساعدات الأمريكية. قد يوجه هذا الضغط الأردن نحو تعزيز التعاون مع دول أخرى، سواء أكانت إقليمية أوعالمية، من أجل تقليل الاعتماد على المساعدات الأمريكية والبحث عن شراكات اقتصادية جديدة.
وفي الختام ورغم أن العلاقات الأردنية-الأمريكية تستند إلى تاريخ طويل من التعاون، فإن فوز ترامب قد يفرض واقعًا جديدًا يحتاج الأردن إلى التعامل معه بحذر ومرونة. ستكون الأولويات هي الحفاظ على الدعم الاقتصادي والأمني مع إدارة ترامب، مع تعزيز سياسات الأردن المستقلة في القضايا الإقليمية لضمان استقراره الداخلي ومرونته أمام التحولات الدولية.