facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فوز ترامب هل يوقف الحرب في غزة؟


مصطفى القرنة
06-11-2024 09:11 PM

يشهد العالم في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الأزمات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وأحد أبرز هذه الأزمات هو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، الذي يمتد لعقود، ويشكل معركة شاملة تضم عوامل دينية، عرقية، وتاريخية ، الحرب الأخيرة في غزة، التي اجتاحت العالم بنبأ صراعها الدامي، وضعت المنطقة مرة أخرى في دائرة الاهتمام الدولي. في هذا السياق، تطرح تساؤلات عديدة عن تأثير فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على مسار هذه الأزمة. هل سيعمل ترامب على وقف القتال في غزة، أم أن فوزه سيزيد الأمور تعقيدًا؟

منذ مغادرته البيت الأبيض في 2021، حافظ ترامب على حضور مؤثر في السياسة الأمريكية والعالمية، وأظهر رغبة في العودة إلى الساحة السياسية. لكن، كيف ستؤثر سياساته السابقة في الشرق الأوسط على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخصوصًا على الحرب في غزة؟

سجل ترامب في الشرق الأوسط

عند الحديث عن دور ترامب في الشرق الأوسط، لا يمكننا تجاهل قراراته المثيرة للجدل خلال فترته السابقة. منذ بداية حكمه، عمل ترامب على إعادة تشكيل السياسة الأمريكية في المنطقة بشكل غير تقليدي، متبنيًا نهجًا يميل إلى تحجيم التدخلات العسكرية المباشرة في الخارج، وفي الوقت ذاته تعزيز التعاون مع حلفاء أمريكا التقليديين.

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس: واحدة من أبرز القرارات التي اتخذها ترامب في المنطقة كانت نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في عام 2017. هذا القرار أثار موجة من الاحتجاجات في العالم العربي والفلسطيني، حيث اعتُبر بمثابة اعتراف ضمني بسيادة إسرائيل على القدس، العاصمة التي يطالب الفلسطينيون بها عاصمة لدولتهم المستقبلية.

على الرغم من أن هذا القرار أغضب العديد من القوى الدولية والإقليمية، إلا أنه قوبل بترحيب من الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يعكس تفضيل ترامب لإسرائيل في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. لم يكن لهذا القرار أي تأثير إيجابي على مساعي السلام، بل على العكس، زاد من تعقيد الوضع في المنطقة.

صفقة القرن: في محاولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قدم ترامب خطة "صفقة القرن" في عام 2020، التي طالما تم الترويج لها على أنها الحل النهائي للنزاع. ومع ذلك، وُصفت الخطة بأنها منحازة تمامًا لصالح إسرائيل، حيث تشمل الاعتراف بسيادتها على القدس وفرض حدود من جانب واحد. إضافة إلى ذلك، تم تجاهل مطالب الفلسطينيين بشأن عودة اللاجئين وتقرير مصيرهم.

لم تكن صفقة القرن تحظى بقبول فلسطيني أو عربي واسع، مما جعلها أكثر محط جدل. بل اعتبرت الكثير من الأطراف الفلسطينية والعربية أن الخطة ليست حلاً حقيقيًا للنزاع، بل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

العلاقات مع الحلفاء الإقليميين: سعى ترامب إلى تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع بعض الحلفاء العرب، مثل السعودية والإمارات، حيث وقع معهما العديد من الاتفاقات الاقتصادية والسياسية. وأدى ذلك إلى تحولات في المشهد الإقليمي، حيث شهدنا تطبيعًا للعلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، في اتفاقيات أبراهام التي تم توقيعها في 2020.

من منظور سياسي، ربما يعتقد ترامب أن هذه الاتفاقات يمكن أن تسهم في تحقيق سلام دائم في المنطقة. ولكن على الأرض، لا يُظهر الفلسطينيون أي تفاؤل حيال تلك التطورات، ويعتقدون أن تلك الاتفاقات لن تؤدي إلى حل حقيقي للنزاع.

تأثير فوز ترامب على الحرب في غزة
بعد فوز ترامب والعودة للبيت الأبيض ، فإن تأثيره على الوضع في غزة سيكون معتمدًا على سياسته تجاه حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس، وكذلك على استمرارية دعمه لإسرائيل.

الاستمرار في دعم إسرائيل: في حال فوز ترامب، من المحتمل أن يستمر في تقديم الدعم الكامل لإسرائيل، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية. هذا الدعم المستمر قد يؤدي إلى تفاقم النزاع في غزة، حيث يثير غضب الفلسطينيين والعرب الذين يرون في هذا الدعم تأكيدًا على عدم جدية الولايات المتحدة في السعي لتحقيق السلام العادل.

من جانب آخر، قد يؤدي الدعم العسكري الأمريكي المستمر لإسرائيل إلى تأجيج العنف في المنطقة، خاصة إذا استمرت إسرائيل في استخدام القوة العسكرية المفرطة في مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية.

السياسات الداخلية الأمريكية: من جهة أخرى، فإن فوز ترامب قد يؤدي إلى تحول في السياسة الأمريكية بشكل عام، حيث قد يتركز اهتمامه على القضايا الداخلية، مثل الاقتصاد والسياسة الداخلية الأمريكية، على حساب قضايا الشرق الأوسط. لكن مع بقاء حلفاء أمريكا في المنطقة على موقفهم، قد يستمر ترامب في دعم الحلول "الأحادية" التي تنحاز لإسرائيل، وهو ما يعني استمرار الوضع الراهن أو حتى ازدياده سوءًا.

عدم وجود استراتيجية واضحة لحل النزاع: في سياق فوز ترامب، من غير المتوقع أن يغير موقفه بشكل جذري بشأن غزة. فالسياسة الأمريكية في عهد ترامب لم تضع خطة واضحة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل كانت تقتصر على دعم إسرائيل وتعزيز موقفها العسكري. وبالتالي، فإن الحرب في غزة قد تظل مستمرة أو حتى تتصاعد مع تصاعد الدعم الأمريكي لإسرائيل.

الاستفادة من التقارب مع بعض الدول العربية: على الرغم من أن ترامب قد يواصل تعزيز علاقاته مع بعض الدول العربية التي أبرمت اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، إلا أن ذلك لن يكون كافيًا لوقف الحرب في غزة. فالعديد من الدول العربية لا تزال تدعم حقوق الفلسطينيين، وهذا الانقسام في المواقف قد يعقد أي محاولة للوصول إلى تهدئة حقيقية.

هل سيزداد الوضع سوءًا؟
من خلال دراسة تاريخ ترامب في المنطقة، وتوجهاته السياسية، يبدو أن فوزه قد يزيد الوضع تعقيدًا بدلًا من أن يساهم في حل النزاع. في ضوء التدخلات العسكرية الأمريكية في المنطقة، مثل انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، والضغط على إيران، يمكن القول إن فوز ترامب قد يوجه مزيدًا من الضغوط على النظام الإقليمي في الشرق الأوسط.

التصعيد العسكري: إذا استمر الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، فقد يتفاقم النزاع في غزة بشكل أكبر، خاصة مع استمرار استهداف حركات المقاومة الفلسطينية، ما قد يؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية في القطاع.

العواقب السياسية: إن غياب الحلول السياسية العادلة قد يزيد من التطرف في المنطقة، سواء من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي. وفي ظل غياب أفق سياسي واضح، قد تنتهي أي جهود تهدئة بنزاع طويل الأمد دون تحقيق نتائج ملموسة.

التأثير على العلاقات الدولية: على المستوى الدولي، قد يزيد فوز ترامب من عزلة الولايات المتحدة في الساحة الدولية فيما يتعلق بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. إذ تزداد الانتقادات ضد السياسة الأمريكية في المنطقة، وقد تزداد الضغوط على واشنطن من أجل اتخاذ موقف أكثر توازنًا.

إذن، هل سيسهم فوز ترامب في وقف الحرب في غزة؟ بناءً على سجله في الشرق الأوسط، يبدو أن الإجابة ستكون "لا". إن الدعم المستمر لإسرائيل وتجاهل حقوق الفلسطينيين في الحلول السلمية من شأنه أن يعزز الاستقطاب في المنطقة. بدلاً من أن يكون فوز ترامب عاملًا لحل النزاع، من المرجح أن يسهم في استمرار الأوضاع الراهنة وربما تفاقمها، إذا لم يتم إيجاد حل سياسي عادل ينهي حالة الصراع المستمرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :