الأردن أمام التحديات الكبرى: الالتفاف حول القيادة الهاشمية ضرورة وجودية
د. محمد خير الضمور
06-11-2024 01:34 PM
المقدمة:
في لحظة تاريخية تتطلب يقظة ووعياً كاملاً، أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة مرة أخرى، لتعود السياسة الأمريكية إلى مرحلة تتسم بالتحولات الجذرية، وخاصة في الشرق الأوسط. إن إعادة انتخاب ترامب تضع الأردن والمنطقة أمام تحديات جديدة تتطلب الاستعداد الكامل. لقد أثبتت القيادة الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أنها الحصن المنيع الذي يحمي الأردن، وأن الالتفاف حول هذه القيادة ليس مجرد خيار، بل ضرورة لضمان استقرار الوطن في ظل التغيرات الكبرى.
عودة ترامب وتداعياتها على الأردن والمنطقة
يمثل فوز ترامب بداية مرحلة قد تعيد ترتيب الأوراق في السياسة الإقليمية؛ فقد شهدنا في ولايته السابقة قرارات جذرية كدعم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتشجيع التطبيع مع إسرائيل، وزيادة الضغط على إيران. من المتوقع أن تُعيد الإدارة الأمريكية الجديدة تركيزها على قضايا قد تزيد من تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط، ما يضع ضغوطاً سياسية واقتصادية على دول المنطقة، ومنها الأردن. وهذا يتطلب موقفاً وطنياً صلباً وقدرة على التكيف، خاصة أن الأردن بحكم موقعه الجغرافي والدور المحوري الذي يلعبه يُعد من الأطراف الأكثر تأثراً بأي تغيرات في السياسة الإقليمية.
الدور المحوري لجلالة الملك: حماية الأردن ودعم فلسطين
أمام هذه التحديات، يبقى الأردن محصناً بقيادته الهاشمية، التي أثبتت حكمتها في حماية البلاد من التوترات السياسية والصراعات الإقليمية. إن جلالة الملك عبدالله الثاني يقود مسيرة من الاستقرار الوطني، ملتزماً بواجباته نحو حماية الوطن ودعم قضاياه العادلة. كما يتجلى دور الأردن الواضح في الدفاع عن القضية الفلسطينية؛ فالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تظل ركيزة أساسية للأردن، وقد واصل جلالته تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وخاصة لأهل غزة الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة، حيث لم تتوقف المساعدات الأردنية، التي تُرسل براً وجواً، عن تقديم العون لهم يومياً.
التحديات الأمنية والاقتصادية: ضرورة التماسك الداخلي
في مواجهة الضغوط الجديدة، يتعين على الأردن تعزيز تماسكه الداخلي واستعداده للتعامل مع أي تداعيات قد تأتي نتيجة للسياسات الأمريكية الجديدة. وقد يكون الأردن معرضاً لمزيد من الضغوط الاقتصادية، مما يتطلب تعزيز الاعتماد على الذات وتطوير خطط اقتصادية وطنية تحمي مصالحه. إن وعي الشعب الأردني وقدرته على التكاتف يمثلان خط الدفاع الأول ضد أي محاولات للنيل من استقرار الوطن.
كما تبرز أهمية الوقوف في وجه آلة الشائعات التي تستهدف زعزعة الثقة بين المواطن ودولته، وهو ما يتطلب وعياً مجتمعياً يحمي التماسك الداخلي ويصمد في وجه أي محاولات للتأثير على الجبهة الداخلية.
الخاتمة:
إن الأردن، بقيادته الحكيمة ووعي شعبه، قادر على مواجهة تحديات المرحلة الجديدة بثقة وثبات. إن الالتفاف حول جلالة الملك ليس ترفاً، بل واجب وطني يعزز من قوة الوطن في مواجهة التحديات. إن جلالة الملك، بدوره المحوري في حماية استقرار الأردن ودعمه لقضية فلسطين، يؤكد دائماً أن الأردن ماضٍ نحو المستقبل بثبات.
في ظل الأوضاع الجديدة، يبقى الأردن نموذجاً للصمود والتماسك، والأردنيون اليوم مدعوون للوقوف صفاً واحداً، لإعلاء مصلحة الوطن وحمايته من أي تهديد. فالالتفاف حول القيادة الهاشمية يبقى صمام الأمان الذي يضمن بقاء الأردن أرض الأمان والاستقرار.