لعنة أطفال غزة تهزم الديمقراطيين
م. بسام ابو النصر
06-11-2024 12:57 PM
لم أكن مع الرئيس السابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية، وكنت أتوقع فوز هاريس على ترامب صاحب المبادرات الأكثر إيلامًا ضد هذا الاقليم والتي لم يكن اخرها صفقة القرن، ولكن كنت أتذكر وانا أقرأ النتائج كيف استطاع المسلمون من كافة الأصول، والعرب معهم الوقوف الى جانب ترامب ضد الديموقراطيين الذين وقفوا الى جانب الكيان في عدوانهم على اهلنا في غزة، بوقوفهم ضد هاريس في ولايات الحسم والتي على رأسها ميتشغان، وكنا نرى المسلمين يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعدم التصويت لهاريس التي كانت جزءا من إدارة قدمت جسرًا جويًا من الاسلحة الحديثة لاستخدامها في ابادة الشعبين الفلسطيني في غزة والضفة الغربية واللبناني في الضاحية الجنوبية والبقاع والقرى الجنوبية.
ونعرف أن ترامب لم يكن أقل دعمًا لليمين المتطرف، وبالعكس قدم لكيان الاحتلال دعمًا عز مثيله أثناء فترة إدارته بين عامي 1916، 1920م، وقد كنا سعيدين نسبيًا بفوز بايدن الذي كان العوبة بيد نتنياهو، وجر الديموقراطيين لخسارة غير متوقعة في الانتخابات الحالية، ولم تكن كاميلا هاريس قادرة اأن تقف أمام تراجع شعبية الحزب نتيجة موقف الولايات المتحدة من الاعتداء الظالم على غزة، مع أن الملفات الداخلية بين الحزبين قد طفت على سطح النتائج إلا أن ملف المساعدات غير المشروطة قد أثر لدى الناخب الامريكي العادي، ولدى الشارع الاسلامي والعربي، على قلة تأثيره الكبير لولا وجود الجاليات الاسلامية في ولايات الحسم، فيما يدعى بالولايات المترجحة، وقد كان هناك قرارًا لدى هذه الجالية بمحاسبة إدارة بايدن التي وصف رئيسها ذات مرة بأنه اسرائيلي أكثر من الاسرائيليين، وبأن الدفاع عن إسرائيل ظالمة أو مظلومة هو أساس السياسة الامريكية في عهد الديمقراطيين.
لذلك ما كان للكيان أن يستطيع الصمود أمام كل هذه الجماعات المقاوِمة، وما كان قادرِا ان يدفع كل هذه الطائرات المسيرة والصواريخ لولا القبة الحديدية وبطاريات الصواريخ التي تُقدم من الولايات المتحدة والعمليات الاستخبارية التي تساهم فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، واستطاع الديمقراطيون ان يتحدوا العالم بكل بلدانه بالوقوف إلى جانب نتنياهو واليمين المتطرف دون أن يكون لهم دورًا محايدًا في إيقاف الحرب كما يعد ترامب خلال حملته وبعد خطاب النصر الذي جاء قبل إعلان النتائج بشكل رسمي، ومع أن موقف ترامب من الحرب الاوكرانية الروسية ووعده بإيقافها إلا أن حرب غزة ولبنان كانت الاكثر تأثيرًا في هذه الإنتخابات، وكانت مدينة ديربون عاصمة العرب في الولايات المتحدة تدعو لإنتخاب ترامب أو الذهاب بعيدًا عن الحزبين، وصوت الكثير من طلبة الجامعات الذين احتجوا على سياسة الولايات المتحدة تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط، وظهرت شعارات تنطلق في شوارع المدن الكبرى بالدعوة لحرية فلسطين، وأنتقدت النخب السياسية والإعلامية سياسة الحزب الديموقراطي فيما يحدث بين إسرائيل والفلسطينيين، وظهرت أصوات تتحدث عن تطبيق حل الدولتين وتسليم ملف غزة للسلطة الفلسطينية بعد إنتهاء الحرب، وظهر بايدن متناقضًا في لقاءاته الاعلامية فيما يتعلق بحروب الشرق الاوسط وحرب اوكرانيا، وهذا القى بثقله على ما ينتظر هاريس التي توقعنا فوزها، وكان خيارًا مقبولًا أمام استبعاد ترامب لحل الدولتين ووقوفه الى جانب نتنياهو في خياراته المتعلقة بتقارب مع المملكة العربية السعودية، وسيكون لترامب دور كبير في الضغط على الدول الخليجية لإعادة إعمار غزة.
الخياران في البعد العربي والاسلامي لا يختلفان كثيرًا ولكن الرئيس بايدن قدم كل ما لديه انتصارا لدولة الاحتلال مع انه خرج مذمومًا غير مشكور، وسارع نتنياهو بتهنئة ترامب الذي سيكون مخرجًا ماهرا في انتهاء الحرب بقل الخسائر السياسية لنتنياهو.
المهم وما دام الخياران متساويين فإن خروج الديمقراطيين من البيت الابيض والكابتول هيل هو أقل عقوبة الهية مقابل الدم الفلسطيني الذي اريق على مذبح الدعم الامريكي للاحتلال .