خطر تغلغل المشايخ المتشددين في الأماكن العامة
محمد نمر العوايشة
05-11-2024 09:19 PM
ان خطر تغلغل المشايخ المتشددين على منابر المساجد والأنشطة الرياضية وتأثيرهم على الأطفال والطلاب في المدارس.
حيث تشهد الساحة الأردنية مؤخراً تزايداً ملحوظاً في نشاط بعض المشايخ المتشددين، الذين يحاولون الوصول إلى منابر المساجد، وخصوصاً تلك التي تستضيف أنشطة رياضية وثقافية تستهدف الأطفال والشباب.
هؤلاء المشايخ يستغلون المساجد والمدارس كمنصات لترويج أفكارهم المتطرفة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الوطني، والتأثير على الفئات الناشئة، مما قد يؤدي إلى آثار وخيمة على المدى البعيد.
الأطفال والشباب، الذين يُعتبرون عماد المستقبل، يتعرضون لتأثيرات فكرية خطيرة قد تُبعدهم عن الولاء للوطن وتضعف ارتباطهم بقيادتهم ومليكهم. إن استهداف هذه الفئة يُعد تهديداً استراتيجياً يتطلب التعامل معه بحزم.
ان المخاطر والآثار الناتجة عن هذا التغلغل تتمثل فيما يلي :-
1. زرع التطرف الفكري في عقول الناشئة:
المشايخ المتشددون يعتمدون على استغلال بيئة المساجد والمدارس لترسيخ أفكار متطرفة في عقول الأطفال والشباب، مما يؤدي إلى خلق جيل موجه نحو الولاء لأفكار حزبية متشددة، بدلاً من الولاء للوطن وقيادته.
2. توجيه الأفكار ضد القيادة الوطنية:
الخطاب المتشدد الذي يُنشر من خلال المساجد والمدارس يستهدف بشكل أساسي زعزعة الثقة بالقيادة الأردنية وتوجيه الشباب نحو معارضة سياسات الدولة.
هذا الأمر يشكل تهديداً للاستقرار الاجتماعي والسياسي، ويسهم في خلق بيئة خصبة للفوضى وعدم الاستقرار.
3. تقسيم المجتمع وإضعاف النسيج الاجتماعي:
استغلال هذه المنابر للترويج للأفكار المتطرفة يُضعف وحدة المجتمع ويخلق حالة من الاستقطاب، حيث يصبح الشباب أكثر عرضة للانخراط في تيارات فكرية متطرفة تعارض القيم الوطنية، مما يُعمّق الخلافات ويزيد من التوترات الاجتماعية.
4. استغلال الأنشطة الرياضية والثقافية:
المشايخ المتشددون يستخدمون الأنشطة الرياضية والثقافية لجذب الأطفال والشباب، وترويج أفكارهم المتطرفة في بيئات ترفيهية تبدو بريئة في ظاهرها، مما يُصعّب اكتشاف هذا التأثير حتى يتم ترسيخ الأفكار في عقول المستهدفين.
5. التغلغل في المدارس:
استهداف المدارس الحكومية والخاصة يُعد مرحلة خطيرة في هذا التغلغل، حيث يتمكن هؤلاء من الوصول إلى الطلاب والتأثير عليهم من خلال معلمين مرتبطين بالجماعات المتشددة، مما يهدد استقرار العملية التعليمية ويحول المدارس إلى ساحات لتجنيد الأجيال الجديدة في تيارات متطرفة.
وهنا اقترح بعض الأساليب للحد من هذا التغلغل:-
1. تعيين ضباط ارتباط ومشرفين أمنيين على الأنشطة في المساجد والمدارس:
لضمان الرقابة المستمرة، يجب تعيين ضباط ارتباط متخصصين من الجهات الأمنية للإشراف على جميع الأنشطة التي تُقام في المساجد والمدارس.
هؤلاء الضباط سيكونون مسؤولين عن متابعة الأئمة والمعلمين والتأكد من عدم وجود أي ارتباطات لهم بجماعات متشددة.
2. تصوير وتوثيق خطب الجمعة والفعاليات المدرسية:
لضمان الشفافية والمراقبة الفعّالة، يجب فرض تصوير خطب الجمعة بشكل كامل وتوثيق جميع الحصص المدرسية والأنشطة الثقافية والرياضية التي تُقام في المساجد والمدارس.
يمكن مراجعة هذه التسجيلات من قبل الجهات المختصة للتأكد من خلوها من أي محتوى متطرف أو تحريضي.
3. التدقيق في اختيار الأئمة والمعلمين:
ضرورة إخضاع الأئمة والمعلمين العاملين في المساجد والمدارس لعملية تدقيق أمني دقيقة تشمل تاريخهم الفكري والمهني، لضمان عدم انتمائهم أو ارتباطهم بأي جماعات متطرفة.
هذا الإجراء يمكن أن يتم بالتعاون مع وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم.
4. تفعيل الشراكة بين الأمن والمجتمع المحلي:
تعزيز الشراكة بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي بما يضمن رقابة مستمرة من قبل أولياء الأمور والمواطنين على الأنشطة التي تحدث في المساجد والمدارس.
يُمكن توفير قنوات اتصال مباشرة بين المواطنين والجهات الأمنية للإبلاغ عن أي نشاط يُشتبه فيه.
5. حملات توعية وطنية:
إطلاق حملات توعية وطنية موجهة للأطفال والشباب وأولياء الأمور، توضح خطورة الأفكار المتطرفة، وتُعزز من قيم الولاء والانتماء الوطني.
هذه الحملات يمكن أن تُشرف عليها جهات حكومية بالتعاون مع وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
6.تقييد استخدام المساجد لأنشطة غير دينية:
يُمكن وضع قيود على الأنشطة التي تُنظم في المساجد خارج نطاق الشعائر الدينية، مثل الأنشطة الرياضية والثقافية، لضمان عدم استغلال هذه الفعاليات كأداة لترويج الفكر المتشدد.
يُمكن كذلك وضع معايير لاختيار المشاركين في مثل هذه الأنشطة تحت إشراف أمني.
وفي الختام اقول إن وصول المشايخ المتشددين المرتبطين إلى منابر المساجد والمدارس يُشكل تهديداً مباشراً لأمن المجتمع واستقراره.
التأثير على عقول الأطفال والشباب وزرع الأفكار المتطرفة فيهم يُعد خطوة خطيرة تتطلب تدخلاً فورياً.
إن الإجراءات المقترحة، من بينها تعيين ضباط ارتباط، توثيق الأنشطة، وتدقيق الأئمة والمعلمين، إلى جانب حملات التوعية، ستُساهم في الحد من هذا التغلغل وضمان حماية أجيال المستقبل من الأفكار الهدامة.