facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المجمع الانتخابي والشبكة السياسية في أمريكا


زيد الدهامشة
05-11-2024 07:56 PM

يوضح هذا المقال آلية تقرير المجمع الانتخابي لمن سيدلي بصوته ليكون رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وسيناقش هذا المقال حقيقة عدم وجود دولة عميقة في أمريكا وسيبيّن ما هو الموجود فعلاً ولماذا ذهبت الناس للاعتقاد بأنها دولة عميقة.

مع اقتراب نتائج الانتخابات الأمريكية يجب أن نرى كيف يتم انتخاب رئيس الولايات المتحدة، ولن نستثمر الكثير من الشرح في العملية الانتخابية الأمريكية حيث هناك عدة مؤلفات تناقشها وتشرحها باستفاضة، وسنركز النظر على المجمع الانتخابي وما يحدث داخله.

كيف يختار الأمريكيون رئيسهم
على عكس الاعتقاد الشائع، فإن الأمريكيين لا ينتخبون رئيسهم بشكل مباشر، بل يقومون بانتخاب ممثلين عن الولاية، الذين هم على شكل قائمة يقدمها الحزب صاحب المرشح للرئاسة الأمريكية، وبعد انتهاء عملية فرز الأصوات، تفوز القائمة التي تتبع للحزب الحاصل مرشحه الرئاسي على أعلى نسبة أصوات في تلك الولاية، ثم يذهب الممثلون للإدلاء بأصواتهم لانتخاب قائمة الرئيس ونائبه، التي ستحتاج إلى ٢٧٠ صوتًا لتصل إلى مقعد الرئاسة.

ما هي الدولة العميقة؟
تعددت التعريفات والتفسيرات حول مفهوم الدولة العميقة، وطبيعة هيكلها، والجهات التي تتحكم بها، غير أنه يمكن تعريفها بوجهٍ إجرائي على أنها كيان غير رسمي داخل الدولة، يتألف من مجموعة من الأفراد ذوي المصالح المشتركة، الذين يقودون هذا الكيان ويؤثرون في السياسات والقيادات من وراء الكواليس، وغالباً ما يُنظر إلى الدولة العميقة على أنها كيان مركزي موحد، له قائد أو مجموعة قيادية تعمل على توجيه سياساته وتحديد مساراته.

ما الذي يوجد في الولايات المتحدة اليوم؟
في الواقع، ما يحدث في الولايات المتحدة اليوم هو شبكة معقدة من المصالح والعلاقات المتشابكة التي تدفع بشكل جمعي وغير مركزي لاتخاذ قرارات تطوّر الساحة السياسية الأمريكية مع الحفاظ على بنيتها الأساسية، تتجسد هذه الشبكة في آراء ممثلي الولايات الموثوق بهم داخل المجمع الانتخابي، حيث يقرر هؤلاء من هو المرشح الذي سيخدم تلك الشبكة، بناءً على معتقداتهم الشخصية، أو عبر آرائهم المتشكلة في الصالونات السياسية، أو استجابةً لضغوط جماعات الضغط، أو من خلال اتفاقات وصفقات أُبرمت بين المرشح أو الحزب والممثل، وقد تتداخل هذه العوامل أو تتضافر معاً في اتخاذ القرار، لكن من المهم النظر إلى كيفية وصول الممثل إلى المكانة التي تؤهله لنيل ثقة الحزب أو المرشح، إذ تتجسد شبكة المصالح والعلاقات تلك في سعي كل من يريد أن يكون ممثلاً لبناء قاعدة واسعة من المؤيدين. وفي الغالب، يرتبط رأي الممثل بتوجهات حزبه السياسي، وهو ما يدفعه للقيام بحملات دعائية، أو تولي مناصب حكومية، أو دعم مجتمعه وولايته، أو اكتساب شعبية بصفته قائد رأي، هذا السباق السياسي يعزز التنافس داخل كل ولاية، حيث يتنافس عدد من الأفراد ليكونوا ممثلين، وفي النهاية يميل الحزب الذي يضم أقوى ممثلين في ولاية معينة للفوز بأكبر عدد من أصواتها، مما يضيفها إلى قائمة الولايات الداعمة لمرشحه.

لماذا يعتقد الناس أن هناك دولة عميقة؟
أدّت ضبابية شبكة العلاقات والمصالح بين الساسة والاقتصاديين والجهاز البيروقراطي الأمني وقادة الرأي في المجتمع الأمريكي إلى رسم شكل غير واضح في مخيلة الناس الذين هم بعيدون عن تلك الشبكة، الأمر الذي دعاهم إلى أن يصدقوا أن ذلك الشكل هو كيان مركزي ويحركه مجموعة معينة وأطلقوا عليه مصطلح الدولة العميقة، وبدأوا بعدها في ربط بعض الأحداث ذات الأثر على المسار العام الأمريكي بها، كأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وظل يكبر هذا الخيال في العقل الجمعي لسكان الولايات المتحدة، خصوصاً مع محبي نظريات المؤامرة، حيث تداولوا مجموعات من القصص التي بعضها حقيقي وبعضها خالٍ من الصحة، وخرجت كلها من المنتديات إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنرى الآن أن هذا الكيان الوهمي أصبح يقرر من هو رئيس الولايات المتحدة في نظرهم، ولو أنهم نظروا إلى تلك الشبكة من الأعلى لوجدوا أنها غير مركزية، وأنه بإمكانهم التأثير عليها والمشاركة في صناعة القرار فيها، حيث إنهم يمكن أن يخترقوها من خلال عدة عوامل كأن يؤثروا على رأي أحد أعضاء تلك الشبكة.


في الختام، يمكن القول إن نظام المجمع الانتخابي في الولايات المتحدة يعكس تعقيد النظام السياسي الأمريكي وتعدد مصالح الأطراف الفاعلة فيه، وعلى الرغم من شيوع مفهوم "الدولة العميقة" كمحاولة لتفسير التداخل بين السياسة والاقتصاد والمؤسسات، فإن الواقع يعكس شبكة غير مركزية من العلاقات والمصالح التي تساهم في تشكيل القرارات، هذه الشبكة ليست كيانًا متماسكًا أو موحدًا، بل تتأثر بتوجهات وآراء ممثلي الولايات وديناميكيات القوى الداخلية لكل حزب، مما يجعلها خاضعة للتغيير والتأثير من قبل الأطراف المختلفة. إن إدراك هذا التعقيد وفهم طبيعة النظام الانتخابي قد يسهمان في إزالة الالتباسات حول مفهوم الدولة العميقة، ويوضحان أن عملية اختيار الرئيس الأمريكي ليست بيد "كيان سري"، بل بيد شبكة واسعة ومتنوعة من المصالح المتشابكة التي تتفاعل لتحقيق الاستقرار وتطوير الساحة السياسية الأمريكية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :