facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهوية الوطنية حصن راسخ في وجه التشكيك


الدكتورة ميس حياصات
05-11-2024 03:55 PM

يمثل الأردن نموذجًا فريدًا للأمة التي استطاعت، عبر التاريخ، أن تصمد أمام مختلف التحديات والأزمات، متسلحة بهوية وطنية متجذرة في أعماق أبنائها فلا يمكن فصل الشعب الأردني عن تاريخه وأرضه وهويته التي تبلورت عبر العصور، حيث تشكلت من مزيج من الحضارات المتعاقبة، بدءاً من الحضارات القديمة التي سكنت الأرض الأردنية مثل الأنباط والرومان، وصولاً إلى الهوية الحديثة التي حافظ عليها الأردنيون برغم كل الظروف الصعبة التي مروا بها فالهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد شعارات أو كلمات، بل هي نتاج تاريخ طويل من الكفاح والولاء المتبادل بين الشعب وقيادته الهاشمية التي لطالما كانت الداعم الأول لتثبيت دعائم هذا الوطن وحمايته.

إن التشكيك في الأردن وأمنه واستقراره، أو الطعن في هويته الوطنية، ليس إلا عملًا خيانياً ومغرضاً يستهدف ضرب الوحدة المتماسكة بين مكونات هذا الشعب المتجانس إذ يحمل كل مواطن أردني في قلبه حباً وولاءً لوطنه وقيادته، وهو على وعي تام أن سلامة الأردن واستقراره هما أولوية قصوى لا تقبل المساومة فقد كان الأردن ولا يزال، بفضل حنكة قيادته وتكاتف شعبه، نموذجًا للاستقرار والازدهار وسط محيطه الملتهب بالاضطرابات، وهذا الاستقرار ما هو إلا نتيجة للوعي العميق بأهمية الوطن والتمسك بجذور الهوية الوطنية الأردنية التي تمثل القوة الحقيقية للأردن.

الهوية الوطنية الأردنية هي هوية أصيلة تتجسد في عادات وتقاليد الأردنيين وفي طبيعة معيشتهم، وفي اعتزازهم بتقاليدهم الراسخة وكرمهم وترابطهم المجتمعي، فالأردن ليس مجرد دولة، بل هو كيان حضاري يجمع بين الأصالة والحداثة وإن كل محاولة للمساس بهذه الهوية أو التشكيك فيها هي محاولة يائسة ستبوء بالفشل، لأن الشعب الأردني يدرك تمامًا أن تاريخه وقيمه العريقة هي الثوابت التي تمنحه القوة في وجه من يحاول المساس به.

ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على الأردن ليس واجباً على قادته وحسب، بل هو واجبٌ وطني على كل فرد من أفراد الشعب الأردني. فالأسرة الأردنية تزرع في نفوس أبنائها حب الوطن والانتماء له منذ نعومة أظافرهم، وتعلمهم أن الأردن ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو إرث تاريخي وقيمي يحمله الأردنيون في قلوبهم أينما ذهبوا ومن المؤكد أن من يخون الأردن أو يشكك في استقراره وهويته هو شخص قد خان ضميره قبل أن يخون وطنه، لأن الأردن يحتضن الجميع، ويحمي شعبه ويضمن لهم الحياة الكريمة، ويمنحهم الشعور بالأمان والانتماء.

إن تمسكنا بهويتنا الأردنية المتجذرة يعزز الروح الوطنية، ويوطد روابط الانتماء التي تجمع بين أبناء الأردن بمختلف عشائرهم، ويعطيهم القوة لمواجهة كل من يحاول بث الفتنة والتفرقة فالأردنيون، جميعا يشتركون في الولاء للوطن ويعملون معًا على صون وحدته وسلامته وفي هذا الإطار، تأتي المسؤولية الوطنية لكل مواطن ومواطنة للوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات النيل من أمن الأردن واستقراره، عبر التمسك بالقيم والمبادئ التي تربوا عليها، والعمل الدؤوب من أجل رفعة الوطن وتعزيز قوته.

ختاماً، الهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد إرث تاريخي، بل هي روح تجسد معاني الانتماء والولاء لهذا الوطن، وهي الحصن الذي يقف شامخاً في وجه كل محاولات التشكيك أو التقليل من شأن الأردن ومن هنا، فإن كل من يشكك بأهمية الحفاظ على الأردن أو يستهين بهويته المتجذرة، لا يعدو كونه خائناً للقيم والمبادئ الوطنية التي تربى عليها هذا الشعب وإن واجبنا تجاه الأردن هو أن نكون أوفياء له، وأن نحميه، وأن نعمل معاً على بناء مستقبل أفضل لأبنائه، ليظل وطننا شامخاً، آمنًا ومستقرًا، وليبقى الأردن نموذجًا يحتذى به في الوطنية والانتماء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :