لا شك بان سعادة الاستاذ صالح العرموطي قامة برلمانية وازنة ومحبوبة وممثلة تمثيلا حقيقيا للناخب وله الكثير من المواقف المعبرة عن ذلك تحت القبة .. وان فوزه مصلحة لمجلس النواب وقوة له يحتاجها المجلس بالضرورة .. وكنت علقت على ذلك قبل فترة بالقول بأن شخصية رئيس مجلس النواب ستنعكس على الانطباع الذي سيتكون عنه مع بداية مشواره.

الا ان الملاحظ ان ترشح حزب جبهة العمل للاستاذ العرموطي لرئاسة المجلس يأتي في توقيت ليس مناسبا ولن يخدم الجبهة ولا سعادته .. خاصة مع الخطأ الكبير والكارثي الذي وقعت به جماعة الاخوان المسلمين بما قيل انه تبني من قبلها لحادثة البحر الميت في بيان اصدرته حول هذه الواقعة.. والذي اضطرت على اثر ردود الفعل الشعبية (والرسمية) الغاضبة الى تعديله.. ببيان اخر لقي استحسانا وترحيبا اردنيا.. ولاننا نعلم تماما مدى الضغوطات الخارجية.. التي تعرض لها الاردن لمنع نشاطات جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، الا ان مطبخ القرار رفض ذلك معتبرا اياها جزءا من النسيج الاردني.

ولا استبعد ان تعيد حادثة البحر الميت مثل هذه الضغوطات او التذكير بها مرة اخرى وسط هذه الاجواء والظروف لا اتوقع فوز الاستاذ العرموطي .. حتى لا يعطى المجلس صبغة اخوانية.. وتظهر الامور وكأن المجلس بات تحت سيطرتهم.. في موقف سوف يحرج الاردن ويضعه تحت الضغوط الخارجية مرة اخرى.. فاذا كان البعض قد فسر فوز الجبهة في عدد لافت من المقاعد النيابية في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها الجميع.. رسالة سياسية الى الكيان الاسرائيلي وبعض الدول العربية والغربية.. فإنني لا اتوقع تكرار نفس الرسالة او التأكيد عليها مرة اخرى عبر الفوز برئاسة المجلس.. الامر الذي اتوقع ان تدركه الكتل الحزبية النيابية الوسطية، بطريقة تجعلها تتحالف فيما بينها وتتفق بصورة تضمن معها فور احد مرشحيها للحيلولة دون فوز مرشح جبهة العمل الاسلامي.. مما يجعلني اجزم بان فرصة فوز الاستاذ العرموطي برئاسة المجلس ستكون صعبة إن لم تكن مستحيلة.