facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




متى نُسكت حملة مشاعل الجهل ونسترد ثقافتنا؟!


صالح الراشد
05-11-2024 12:05 PM

ترويج غير مبرر وصل حد غير مسبوق لجماعات فرضتهم على المجتمعات العربية منظمات أجنبية تهتم بتدمير المجتمعات وبالذات التي لديها ثقافة ثابتة تصنع طريق حياتهم، وهذا أمر جعل عديد منظمات المجتمع المدني الغربية المرتبطة بالماسونية والحركة الاستعمارية تعمل بكل طاقتها للتأثير على هذه الثقافة ليجدوا المُدخل من خلال النساء وفرض مجموعة من الأنظمة على الدول تركز على حرية المرأة، ورغم ذلك بقيت العديد من المجتمعات العربية صامدة كون الارتباط بالدين والثقافة والعادات والتقاليد كان أقوى من هذه المنظمات الغربية.

ولم تستسلم المنظمات الغربية وبدأت بالبحث عن طرق جديدة لتدمير المجتمعات العربية ليجدوا ضالتهم في مجموعة من الجهلة أطلقوا عليهم لقب مؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومجموعة أخرى يعتبرون أنفسهم منارات في الإعلام لتتكشف الحقائق بأنهم مجرد دمى يحركها أسيادها بخيطان لا يراها إلا ذوي البصيرة والفكر الراشد، ليبدأ العقلاء برحلة البحث عن المحركين الرئيسيين لهذه الواجهات الخشبية التي تم تصنيعها وبرمجتها بفكر يخدم الأجندات الغربية.

واستطاعت المنظمات الغربية بقوة الإعلام والسوشال ميديا من فرض مجموعات الجهلاء على المجتمعات العربية، وجعلهم يتسيدون المشهد بفضل سخافات يقدمونها أو استعراض للأجساد الفاتنة لنساء بلا ملابس وبلا فكر وبلا أخلاق، أو رجال بلا قيم وبلا مبادىء ينشرون كل سخافة لزيادة أعداد متابعيهم وجني المزيد من المال ليجدوا أنفسهم بفضل هذر الكلام بين صفوة المجتمع، واكتملت الكارثة حين أصبح يستضيفهم كبار رجال الدول والإعلام المائع السائد، لتتراجع المجتمعات بصورة معيبة.

لقد ظهر الفارق كبير بين جهلة وسائل التواصل الباحثين عن تحقيق إنجاز للأنا المرضية وبين أبطال غزة الذين تحولوا لاعلام نشط نقل قضيتهم للعالمية، ليثبتوا تفوقهم القومي والوطني في الارتقاء بقضاياهم الكُبرى لتصبح غزة حديث العالم بفضل العقلاء في نقل الصورة الصادقة المعبرة عن الألم الفلسطيني والجبروت الصهيوني الذي ينفذ جريمة إبادة إنسانية، ليثبت للجميع ان وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام كأي مهنة أو أداة ممكن استخدامها في خير الأمة وفي نشر الشرور والفتن والأحقاد والجهل.

وهنا يبرز دور الفلاسفة وحُماة المجتمع من غثاء السيل المتزايد بقيامهم بنشر القيم والمبادىء والارتقاء بالأخلاق في جميع المنابر، وفي مقدمتها المساجد والمدارس والجامعات وبيوت الثقافة والأدب وصناعة مؤسسات إعلامية تملك رسالة ثابتة قادر على تمييز الخبيث من الطيب، والارتقاء بالطيب وإظهار خطورة المُسيء، ووقف أصوات الدعاة على أبواب جهنم واستبدالها بنداءات لأصحاب فكر على أبواب الجنان، ومكافحة أصوات الجهالة والتصدي لهم وعدم ترك الميدان فارغ لهم ووضعهم في حجمهم الطبيعي الذي حددته القيم والمبادىء والثقافة المجتمعية الأصيلة.

آخر الكلام:
قال الكاتب والفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو: " إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً.

أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البلهاء".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :