facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أرقام عالمية جديدة تُسجَّل ببلوغ القمم


عبدالرحيم العرجان
04-11-2024 09:10 AM

“قمة الطموح” من أكبر التعابير لوصف طموح الفرد وغايتِه، فكيف إن كان ذلك ببلوغ أعلى القمم، مجازفًا بحياته.

سجل هذا العام (2024 ) أرقامًا جديدة بالوصول إلى أعالي قمم العالم التي تتجاوز “خط الموت” البالغ ارتفاعه 8000 متر، وكان لبعضهم شرف الدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، وهذا فخر كبير له ولوطنه، ليصبح بذلك مرجعًا في سجل التاريخ وقدوةً ومصدر إلهام يحلم الكثير بتحقيق إنجازه أو كسر رقمه في إطار المنافسة الشريفة وإثبات الذات.

فمنهم من كان الأول في وطنه أو قارته أو فئته العمرية، أو الأسرع على مستوى العالم، مما يؤهلهم ليكونوا سفراء يُسمع صوتهم وتُلتفت رسالتهم الإنسانية إن أرادوا حملها وأحسنوا استغلالها وتوظيفها بالشكل الصحيح.

ونوجز في مقالنا بعض هؤلاء:

نمسداي بورجا، قاهر المستحيل

ينتمي بورجا إلى قبائل الشيربا النيبالية التي تعمل في سياحة المسير والمغامرة في جبال الهملايا، حيث جمع بين تسلق القمم والقفز المظلي عن السفوح والتزلج.

استطاع من خلال نشاطات شركته الذائعة الصيت عالميًا، والمعروفة بعنايتها بأدق التفاصيل، أن يبني منظومة مغامرات متكاملة يرغب الكثير في مرافقته فيها، أو تلقي دورة إعداد وتأهيل منه نظرًا لخبرته الواسعة.

واليوم يسجل رقماً عالميًا جديداً بالصعود خمسين مرة للقمم التي يزيد ارتفاعها عن ثمانية آلاف متر، محطماً بذلك كل الأرقام السابقة.

كما أنه كان بطل فيلم “قاهر المستحيل” الذي أنتجته نتفليكس، حيث وثقوا فيه رحلته إلى أعلى أربع عشرة قمة في العالم بزمن قياسي بلغ سبعة أشهر، مزيجًا من التحدي الكبير والتكاليف الباهظة وإيرادات المشاهدة العالية، مما يعكس الاستثمار الحقيقي الذي يجمع بين الثقافة والرياضة والسياحة.

ويعد بورجا، المعروف بلقب “النمس”، مصدر إلهام للطموح والمثابرة والاستثمار في مجال عمله، حيث يوظف العشرات في شركته بعد تدريبهم على تقديم أفضل خدمة، كما أن العلامات العالمية لصناعة الملابس وأدوات التسلق أصدرت منتجات خاصة تحمل اسمه، وألف كتابًا تُرجم إلى عدة لغات حول تجربته.

وهو النموذج الذي طمحنا أن يكون لنا مثله في الأردن من أبناء الوطن عندما عملنا على إعداد استراتيجية المسارات السياحية والثقافية في “المثلث الذهبي” بتوجيه من وزارة الثقافة واهتمام وزيرة الثقافة السابقة، هيفاء النجار، العام الماضي.

شيروز كاشف، الشاب الأسطورة

الشاب البالغ اثنين وعشرين ربيعًا، تمكن هذا العام من الوقوف على أعلى أربع عشرة قمة في العالم، ليكون بذلك أصغر متسلق باكستاني يحقق هذا الإنجاز ويرفع علم بلاده فوق تلك القمم الشاهقة التي تتطلب تدريبًا متواصلًا وجِهدًّا ومثابرةً، عجز عنها الكثير.

وفي عمر التاسعة عشرة، دخل كتاب جينيس للأرقام القياسية ببلوغه قمة إيفرست، الأعلى في العالم، وسجد عليها شاكرًا لله عز وجل.

وكرر الإنجاز على “كي تو”، المعروفة بـ”قاهر المتسلقين” لصعوبتها، مما لفت إليه أنظار الداعمين، ومنهم منظمة “بيرد” التي قدمت الدعم للعديد من الباكستانيين الطموحين.

وهذا ما نحتاجه أيضًا في الأردن، إلى جانب الدعم الحكومي لخلق جيل من المتميزين على المستوى المحلي والدولي.

كما حقق رقمًا عالميًا آخر كأصغر شخص يقف على أعلى خمس قمم في العالم، بعد أن بدأ هوايته في التسلق في سن مبكرة، بعمر إحدى عشرة سنة، ليحظى بالدعم والتحفيز من أسرته ويحقق طموحه بمتابعة واهتمام من بلاده التي تضم خمسة من أعلى جبال العالم.

السدير ماكنزي، الأوروبي القوي

تمكن ماكنزي أيضًا من دخول نادي كبار المنجزين بصعوده الأربع عشرة قمة في عمر عشرين عامًا، ليكون بذلك أصغر من وصل من دولته فرنسا ومن قارة أوروبا قاطبة، بعد أن سجل رقماً عالمياً بوصوله إلى قمة لاهوست النيبالية المجاورة لإيفرست بعمر السابعة عشرة، بفضل تدريب وإصرار كبير، ولم ينس وقتها دعم وعناية المرافقين والقادة من السكان المحليين، وهو ما يعكس قمة التواضع والروح الرياضية التي يتحلى بها الأوفياء.

كما كانت هناك أرقام مهمة لدول أخرى حققت الفخر بإنجازات أبنائها ببلوغهم القمم الأربع عشرة، مثل الروماني أدريان لازا، واليابانية المثابرة ناكو واتانبي، لتكون أول امرأة يابانية تحقق ذلك، والروسية القوية لينا باكوفا.

كما اشترك أخ وأخت من النيبال في هذا التحدي معًا.

تحدي صعود الأربع عشرة قمة ليس بالأمر السهل؛ فهو يتطلب سنوات من التدريب المستمر وتنمية الخبرات والتجارب في المسير الطويل وصعود القمم للتكيف مع نقص الأوكسجين على الارتفاعات العالية، والتعامل مع الظروف الجوية القاسية من الرياح الشديدة ودرجات الحرارة التي تصل إلى ما دون 35 درجة تحت الصفر، وكذلك العزلة والعيش في ظروف توفر الحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية المتاحة في الأجواء المدنية، إضافة إلى تكاليف المعدات وتنظيم الرحلة، إذ تتجاوز تكلفة تسلق قمة إيفرست وحدها 32 ألف دولار أمريكي.

ورغم هذه التحديات والمخاطر، إلا أن الأمور باتت أكثر سهولة مما كانت عليه في السابق، بفضل توافر مراكز التدريب، والتقنيات المتقدمة في صناعة الملابس التي أصبحت أخف وزنًا وأكثر كفاءة في المحافظة على الحرارة ومقاومة الرياح، وتطور أدوات التسلق وتعدد استخدامها لتصبح أكثر سلامة وأمانًا، وتكنولوجيا التموضع والاستغاثة وسبل الإخلاء السريعة، وكذلك ساعات اليد المتطورة التي تتابع الحالة الصحية والجهد البدني للمتسلق بشكل لحظي، مع ازدياد عدد المختصين في هذا القطاع من مرشدين ومقدمي خدمات، وفق قواعد وأنظمة وضعتها الدول التي تقام فيها هذه الأنشطة.

ولهذه الغاية، ومع تزايد الإقبال على التسلق وسياحة المغامرة، تعمل الدول على تعزيز وسائل الراحة وتمهيد الدروب وإشارتها وترسيمها إلكترونيًا لاستقطاب الهواة والمغامرين حسب أعلى المعايير العالمية، وقد أدرجت بعض المسارات ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، أو تنافست للحصول على أعلى التقييمات من مؤسسات مثل ناشيونال جيوغرافيك وغيرها من المنظمات الدولية.

ومن يرغب في خوض هذه المغامرة، عليه اللجوء لاستشارة ذوي الخبرة وأصحاب التجارب، وكثير منهم يقدم ذلك عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي أو ضمن مجموعات حوارية من مختصين، بعيدًا عن التهويل السينمائي المبالغ في صعوبة التحدي.

وفي الختام نقول: إن الطبيعة، إن صادقتها وعرفت كيف تتعامل معها، أوصلتك إلى القمة، وإن كان البقاء عليها لدقائق معدودة، فهي دقائق تظل فخرًا على مدى حياتك، وقمة الفخر أن تحفز غيرك من الطامحين على الإنجاز والوصول.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :