في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، سينتخب الأميركيون رئيساً من زمن الحرب. وهذا ليس مجرد تنبؤ، بل هو حقيقة واقعة.
وأن اي شخص يسكن البيت الأبيض في كانون الثاني يحتاج إلى أدراك ان الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها خيار سوى المشاركه في العالم ومحاولة تشكيل بيئه جديدة.
ولا شك أن الولايات المتحدة تواجه بيئة دوليه الأكثر تحديا وتعقيدا منذ الحرب العالميه الثانيه، وخصوصا بيئه التعاون المتسارع التى تضم الصين وايران وكوريا الشماليه وروسيا هذا الحلف الذي يسعى جاهدا إلى نظام دولي جديد قائم على مبدأ توازن المصالح لا توازن القوى والتخلص من نظام القطب الواحد.
وما بين قوة التغيير ومقاومتة يوجد هناك قوة طرد مركزي تنشأ بين القديم والجديد وهي( الا قديم ولا جديد)، تدفع العالم إلى حرب عالميه جديدة ولكن بصورة مختلفه تأتي على سلسلة من الصراعات المنتشره في أنحاء العالم، وما يحدث اليوم في الشرق الأوسط ما هو إلا نواه حرب كبرى لوكلاء روسيا (إيران) وامريكا (إسرائيل) في المنطقه.
حيث يتعاون أعضاء هذا المحور بشكل كبير فيما بينهم بدءا بالدعم العسكري والاقتصادي وصولا إلى الدعم السياسي كما سارع شركاء هذا المحور إلى تسريع تنسقيهم الدبلوماسي حيث أستخدمت بكين وموسكو حق النقض في مجلس الأمن لحمايه بعضهم البعض وحمايه طهران من القرارات المعاكسة ، وعلى الرغم من هذا التحالف الوثيق المرن وعالي المصالح فيما بينهم الا أنه ليس تحالف رسمي ولا تجمعهم ايدلوجية حقيقه فيما بينهم ولكنهم اتفقوا جميعا على مشروع واحد وهو إسقاط نظام القطب الواحد للقوة الأمريكيه المهيمنة على العالم لأنها تمثل تحديدا قاتلا لمصالح أنظمتهم وتطلعاتهم،
ولو قربنا العدسة بشكل أدق وأكبر تجاءة إيران ترى ان عزل إيران اليوم أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى، ويتطلب ظروف استثنائية واستراتيجية طويلة الأجل وغير مرهونة بأي حزب يتسلم السلطة في البيت الأبيض،
وأعتقد أن التقلبات الشديدة في السياسية الامريكيه تجاءة إيران ساهمت في تسريع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وإحراز تقدم في برنامجها النووي.
ولو ذهبنا بنفس العدسه إلى الصين نرى اليوم،
وهو الأمر الأكثر جوهرية هو أن الصين جعلت هيبتها رهينة لنجاح شركائها في المحور. وإذا ما تبين للعالم أن هؤلاء الشركاء فشلوا في جهودهم الرامية إلى فرض إرادتهم على جيرانهم بالقوة، فسوف يتضح للعالم أن بكين ألقت بثقلها في صف الخاسرين. وهذا لن يقوض جهود الصين الرامية إلى تقديم نفسها باعتبارها الزعيمة العالمية لنوع جديد من النظام الدولي فحسب؛ بل إنه من شأنه أيضا أن يلحق الضرر بمكانة شي جين بينج الشخصية، في الداخل والخارج.
أعتقد أن السؤال الحقيقي الذي يواجه الرئيس الأميركي القادم هو ما إذا كانت روسيا والصين هما اللذان يشكلان مستقبل العالم أم أن الولايات المتحدة هي التي تفعل ذلك بمساعدة حلفائها. وعلى الرغم من كل الضجيج المربك الذي أحدثته الحملة الرئاسية الجارية، فإن هذا سوف يشكل التحدي الأكثر أهمية على الإطلاق بالنسبة لرئيس الأمريكي القادم.