جيل زد او جيل العالم الآخر، هكذا يتم تسميته وهو الجيل المتابع لـ تك توك الموصل للعالم الوجاهي بواسطه شبكه التواصل الاجتماعي، كونه يعيش في العالم الآخر منظور التعايش عبر المرئي الذي يمكنه رؤية العالم الوجاهي من منظور العالم الآخر الذي يعيش فيه، كما يمكنه من التواصل مع العالم الوجاهي بواسطه شبكه التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعله يعيش ضمن عناوين المواطنة والتمايز الإنتاجي والتشاركية المعرفية رافضا التفرقة والحروب، مؤمنا بالقيم الإنسانية التي تقف عليه الارضية القيمية للشعوب على تنوع أعراقها وتعدد مذاهبها، لأن الصيغ الجامعة لا بد أن تكون موحدة والرسالة الانسانية يجب ان تكون واحدة من اجل اعلاء المحتوى المعرفي الذي لا تقف علية فئة عرقية أو مذهبية مستندة للإرث التاريخي، بل يأتي عبر فئة علمية مجتهدة قامت على البحث العلمي لبناء منجز علمي يراد إنجازه أو حالة معرفية عمد لانجازها بعيدا عن أصل هذه الفئة او بيان دينها، لأنه ما يهم البشرية مسألة الانجاز وليس هوية المنجز، وهذا ما يجعلها تحمل موروث جامع يحمل حالة صدق معرفي وأدبي وتعاطت ضمن محتويات علمية عبر مصداقية عمل تجعل من الحركة الإبداعية موصلة والمجموع الابتكاري جامع للتوجهات الإنسانية، وهو ما جعله يشكل جيل ( Z ) او يعرف بجيل العالم الآخر.
وهو الجيل الذي يشكل ما نسبته 20% من المجمع الانتخابي، وهذا ما يجعله الجيل القادر على بناء جملة التغيير القادمة وأحداث نوعية التأثير والأثر المطلوبة في المجتمع الأمريكي كونه يحمل علامة فارقة مجتمعية، وعند سؤال هذا الجيل بطريقة مباشرة عن توجهاتهم الانتخابية بطريقة علمية وموضوعية أجاب 60 % منهم انهم سيصوتون لصالح هاريس، بينما حصل ترامب على 20 % وحصل حزب الخضر على 20% من باقي المجموع العام، وهو مؤشر يعطي تقدم كبير بين جيل الشباب لصالح برنامج الحزب الديمقراطي الاجتماعي والمعرفي، كون هذا الاستطلاع يجيب عن مستقبل أمريكا بكيفية نظر هذا الجيل للمستقبل وحالة التصالح مع الذات التي يعيشها والذي يقف عند منزلة ( Z ) في النظر للعالم الذي نعيش، كونه ينظر إليه من خارج أفق وخارج منظور وهو بعيدا عن أية ضغوطات معيشية أو أية إرهاصات اجتماعية كونه مازال من جيل " 18 – 22 " الذي يرى الأشياء بطريقة خارجة عن الضغوطات الحياتية، لذا تجده متصالح مع ذات القيمية التي تربى عليها والتى كان اكتسبها من نهج المساقات العلمية وحواضن العالم الافتراضي الجامع للقيم الإنسانية.
وهي القراءة التي تشكلها أمريكا المستقبل بمنطوق جيل ( Z ) وما يقوم عليه المجتمع الأمريكي من نظرة مستقبلية تجيب عن كل المجتمعات الشبابية، سيما أن جيل تك توك هذا هو الجيل الواحد والموحد بالعناوين والتوجهات كونه نهل من منهل واحد وإن كان ببيان أصوله كانت مختلفة، لكن حال لسان ثقافته جاء واحد فى تحديد بوصلة توجهاته وفي رفضه للسلطوية من وحي إيمانه بالمواطنة التشاركية، وفي رفضه ايضا للتمييز العرقي والمذهبي والديني نتيجة توحيد بوصلة عناوينه تجاه الصناعة المعرفية والمواطنة الانسانية التشاركية، وهذا ما جعله يشكل حالة للتعددية الثقافية ونموذج الاقتصاد الإنتاجي وتحمل حركته علامة فارقة في الانتخابات الأمريكية.
إن ثقافة جيل ( Z ) الشبابية هي ثقافة ليست موجودة فى المجتمع الامريكي فحسب، بل هي ثقافة باتت موجودة عند كل المجتمعات، وهذا برز في شوارع العالم عندما رفع الجميع أيقونة فلسطين التي أصبحت تشكل رمزية للحرية في الجامعات العالمية كما في كل العواصم الدولية على اختلاف أديانهم وتنوع اعراقهم، لكنهم كانوا موحدين خلف قضية انسانية وخلف رأيه شعب أراد الحياة فكان لا بد من موعد استجابة مع القدر الذي نأمله أن يكون قريبا، وهي ذات الحالة التي يحرص على الاهتمام بها أمير الشباب الحسين ولي العهد في كيفية تعامله مع تطلعات الشباب وبرامج تعاطيه مع اهتماماتهم وهم الذين يشكلون في الأردن الغالبية العظمى من المجتمع من على قواعد حديثة تجمع بين الصناعة المعرفية والأدب المعرفي الذي تقف عليه جملة الشباب في المواطنة الإنسانية، وذلك من وحي قراءة جملة الحاضر بتطلعاته وتحدياته بما يقود لبناء جملة توافق شبابية مع المستقبل المنظور الذي سيقوده جيل ( Z ).