المتاجرة بأحلام الوطن والمواطن
فيصل تايه
03-11-2024 12:20 PM
كثر اللغط والقول هذه الايام بما تتلاقفه الالسن وتجعله على مذبح الوطنية والولاء والبراء ، فالمؤيدون في اي أمر كان حديث الساعة يلبسونه ثوب القدسية والوطنية ويدثرونه برداء الانتماء وحب الوطن والذود عن حياضه والمعارضون له يسلخونه بألسنة حداد فينزعون عنه ستر الوطنية، ويسمونه بالمصلحية والانقلاب ،وهذا ليس بمستغرب في مجتمع يطمح فيه الجميع لاعتلاء منصب ،او التربع على كرسي وثير، ويتسابقون على اطلاق التصريحات وارسال افضل صورهم الشخصية الى وسائل الاعلام تحت الكثير من المسميات كالناشط السياسي، والوزير الاسبق والنقابي الفذ، والاعلامي المتميز حتى اصبح سوق التصريحات يحوي الغث والسمين، والصالح والطالح ولا تحتوي بضاعته الا الهمز واللمز والطعن بالذمم والتشكيك بالولاء والتطاول الشخصي والمطالبة بالمستحيل .
دعونا نقول لا مكان للاهواء الشخصية، والمتاجرة باحلام الناس ومقدرات الوطن، من اجل منافع شخصية او فئوية او طائفية وان حق التعبير مكفول للجميع دستورياً وقانونياً وان من حق الجميع ان يبدي رأيه مشفوعاً بالأدلة والبراهين التي يصدقها الواقع ويدعمها الدستور والقانون، وان يكون هناك رأي ورأي آخر ومقترح وملاحظات على هذا المقترح، ودراسة عملية لما يطرح على الساحة مدعومة بالأدلة العلمية والقانونية، وكيف يستفيد المواطن ويتقدم الوطن اما ان نتناحر بالسنتنا ونتهم الناس جزافاً بالانقلابيين والموالين ونسمي الناس بالولاء او الازدواجية، ونوزع صكوك الوطنية والتبعية على مزاجنا، ونطلق العنان لمزاجيتنا الفكرية وتوجهاتنا المصلحية ونطلق التهم على عوانها، فهذا منفذ الخلل وبيت الداء ويصبح الامر كله من اجل مصالح انية وضيقة بهدف التكسب الشخصي طمعاً في ارضاء الدولة وكسب منافعها، دون اي اكتراث لمصلحة الوطن وصدق غاندي حيث قال ، "الكثيرون هم حول السلطة والقليلون هم حول الوطن" .
نتمنى كل التمني ظهور معارضة حقيقية تتبني وتمارس صلاحياتها الدستورية فنتفق معها ونختلف ، نتحاور ونطبق الأدوات الدستورية، نستجوب ونقضي على الفساد ، لكن الحقيقة التي يجب ان نعترف بها اننا لا نمتلك معارضة حقيقية ، بل معارضة مصطنعة شكلية مدعومة من أجل الوصول الى الكرسي .
وما يحزن أن كل لاقط دخل عالم السياسة لا يفقهها ، وما يحزن أيضاً أن من سموا انفسهم في الطرف الاخر صاروا في المعارضة وفي الانبطاح ، الكل يريد أن يشتهر ، منهم يريد أن يقبض ، ومنهم من يريد أن يصبح مسؤولاً ووزيراً وعيناً ونائبا ، الا من رحم ربي .
فيا شعب الاردن ، ياشباب الاردن ، ياشابات الاردن نحتاج أن نغير ثقافتنا الى ثقافة الولاء للوطن والتمسك بأرضه والى ثقافة جديدة ثقافة الرعيل الأول ثقافة أن نبني وطن.
في النهاية، والحمد لله.. الاردن بخير ، وترابنا الطاهر بخير .. وقيادتنا الهاشميه التاريخيه بالف خير