رداً على طلال وصبري .. الباديةُ لم يُهتَكَ سترها
فايز الماضي
03-11-2024 11:53 AM
أطل علينا الوزير صبري ربيحات بمقالةٍ سردية أسهب فيها في الحديث عن البادية الاردنية ومراحل تطورها ودورها الاصيل في بناء الدولة الأردنية منذ نشأتها، وفي حديثه عن القبائل والعشائر التي واكبت قيام الدولة.. فَحَمت حدودها ودافعت عن مقدراتها ومصالحها، فاجأنا الوزير المحترم وهو وزير الثقافة المخضرم والقارىءٍ النهم والكاتب الحصيف بقفزه عن تاريخ قبيلة العيسى.. وكأن سيرة البادية قد أُختزلت بمسلسل وضحى وابن عجلان أو بكتيبات كتبها متكسبون جهلاء شوهوا التاريخ وخلطوا الأنساب والأعراق... وليت كاتبنا قد كلّف نفسه بقراءة ما كتبه المؤرخ الالماني (أُوبن هايم) أو ماكتبه مؤرخون فرنسيون وانجليز ..لعله يجدُ بعض ما كُتب عن هذه القبيلة وعن شيوخها وزعاماتها.. ولعله يقرأُ أيضاً ما كُتب عن سيرة الشيخ الزعيم عواد بن ماضي جليس الملك المؤسس ومستشاره المؤتمن، وعن دوره وزعماء قبائل في المشاركة في المجلس التشريعي الأول الذي شهدته إمارة شرق الاردن عام ١٩٢٨، وما كُتبه مؤرخون عن شيوخ وزعماء هذه القبيلة امثال صقر بن ماضي وعناد بن ماضي ومجحم بن ماضي الذي كان من اوائل مستقبلي الشريف الحسين بن علي في مدينة العقبة وبصحبته عدداً من افراد قبيلة العيسى .
وأما في حديثه عن طلال الشرفات.. فقد أنصف الوزير الربيحات هذا الشاب البدوي العصامي المثابر والعنيد.. ونشهد بأنه قامة وطنية محترمة وشابٌ لديه هِمة وصبر وطموح وتحدي.. ويسجّلُ لطلال أنه كان ناشطاً.جسوراً..ومُلهِماً للكثيرين من أبناء جيله في باديتنا الشماء.
وبالعودة الى رده على مقالة الوزير ربيحات.. إتهم الشرفات الحكومات الاردنية المتعاقبة بانها قد هتكت ستر البادية، ولا أدري لماذا إختار الصديق المحترم وهو الكاتب المحترف النبيه أن يصف العلاقة مابين الحكومات والبادية بهذا الوصف المشين، فالبادية مذ خُلقت وهي طاهرةٌ وعفيفة وعزيزة لم يُهتك لها ستر .. ولم يُشج لها جيب، وقد كانت ولا زالت حاضرةً وفاعلةً وشريكاً أساسياً في كل محطةٍ من محطات بناء هذه الدولة العتيدة، وقد اتفق مع طلال بأن البعض من هذه الحكومات قد همّشت البادية وغيبتها عن برامج التنمية المستدامة ...وعمِدت الى إقصاء ابناءها الأكفاء عن مواقع القرار ، ولكن البادية لم تغب ابداً عن عين الدولة ورعايتها .
وفي دعوة الشرفات الأخيرة الى تأسيس حزب جديد تحت اسم حزب المحافظين بحجة إخفاقات العديد من الأحزاب في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، فسؤالي ماذا عسانا ان نُسمي أحزابنا الوطنية الأُخرى والتي يقودها قامات وطنية محترمة ورزينة ومحترفة كالميثاق وارادة وتقدم والوطني الاسلامي وعزم، وماذا عسانا ان نسمع من الصديق الشرفات؟؟، وهو المُنظِّر الرئيس لحزب الميثاق وأحد أهم مؤسسيه ورعاته عن سبب هجره المفاجى لهذا الحزب بعد ان ملأ الدنيا ضجيجاً شارحاً ومفصلاً لبرامج هذا الحزب ورؤاه وأهدافه الوطنية النبيلة.. ولعله من المهم هنا ان نعي بان الازدحام يعيق الحركة وأن المواطنة الصالحة لا ترتبط باسم أو شعار، وبأن تجربتنا الحزبية هي تجربة لإزالة غضةً وفي اول الطريق، وأن حاجتنا اليوم الى المراجعة الدقيقة والنقد البناء هي أولى من استيلاد أحزاباً جديدةً تكاد تتطابق تماماً بالحرف والروح والمعنى مع سابقاتها على ساحتنا الوطنية..