في خطابه المتلفز الاخير كان نتنياهو شديد الوضوح، واعلن أمام الشعب اليهودي عن حرب طويلة وحرب مفتوحة، وبلا سقف زمني في كل دول الاقليم.
ورسالة نتنياهو ليست للمقاومة ومحورها. وبقدر أن رسالته كانت بمثابة صوت مباشر وصريح وموجز الى اصدقاء وحلفاء اسرائيل في الاقليم.
ولمن يبحثون ويروجون الى السلام والتطبيع، والتسوية مع دولة الاحتلال. و من يتحدثون عن براغماتية سياسية وانعدام توازن القوى، وانه من العقلانية الانحناء امام العاصفة، وان المقاومة فتحت حربا، وطوفانا مدمرا على الاقليم.
ونتنياهو في خطابه وضع الاصدقاء والحلفاء امام ابجديات مشروعه التوراتي التوسعي. و في حين أن السياسة والدبلوماسية الامريكية والاوروبية تنشط لاقناع والضغط على قوى المقاومة للتنازل الى اسرائيل، ورفع الرايات البيضاء، و القبول في الامر الواقع، وذلك لكبح جماح اسرائيل، وما تفعله من دمار وقتل وابادة ومزيد من القتل الجماعي، والحرب قد دخلت عامها الثاني.
مشروع نتنياهو يحظى بدعم عالمي واقليمي. ومن بعد فلسطين ولبنان، فان نتنياهو يستعد للحرب على سورية والانتقال الى العراق، واليمن، ولا يخفي نتنياهو واليمين المتطرف اطماعه في الاردن، ويحضر لضربة كبرى لايران.
وهي لحظة "تاريخية مقدسة" يراها نتنياهو وحاخامات اورشليم للقضاء على المقاومة، واينما وجدت في الاقليم، وابادة حواضن وبيئات المقاومة واجتثاثها. «ايحاءات توراتية « لابادة فلسطين ولبنان. الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية الكلاسيكة كاذبة ومتورطة في جرائم لبنان وفلسطين. والعالم اقفل اعينه واصم اذانه عن مذابح يومية ترتكب في زمن «القرية الكونية».
والى متى سوف تبقى اوروبا وامريكا ودول الغرب تقف تنظر الى جثث مع وقف التنفيذ ؟ غارات يومية مجنونة على غزة والضاحية الجنوبية ومدن الجنوب اللبناني.
وماذا يريد نتنياهو تشريد وتهجير الحاضنة الاجتماعية للمقاومة في لبنان؟ في اورشليم يراهنون على عودة ترامب الى البيت الابيض. و حيث إن نتنياهو ينتظر عودة ترامب. وليفك عقدة « اسرائيل «الجغرافية، وكيف سوف تتوسع اسرائيل جغرافيا في الاقليم ؟ وتبعا لما قال ترامب عن عقدة المساحة والجغرافيا في الدولة «التوراتية».
انه الجنون الاسرائيلي، ولا غيره اليوم يضبط ويمسك ايقاع الحروب في الاقليم.
وفي المقابل لا مفر من خيار المقاومة ولا بديل عنها. ومن يفهم درس غزة وبيروت يدرك أن المقاومة تقف في المكان الصواب. وما عدا ذلك، فان كل ما يقال ويروج ضد المقاومة، وتحميلها مسؤولية ما يجري في الاقليم، فانه كلام فارط وغير واع لحقيقة الصراع والمشروع الاسرائيلي التوسعي.
وفي خطابه الاخير اقفل نتنياهو الابواب امام الجميع، وذلك في اعلانه ان الحرب مستمرة. وطرح كلاما صريحا في وجه من يراهنون على الحل السلمي والتسوية والتطبيع، وينتظرون على احر من الجمر زيارة بلنكين الى الشرق الاوسط.
الدستور