تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد أيام شهرها الثاني من السنة الثانية دون اي أفق للحل او وقف للعدوان بعد مسلسل من المماطلات وجملة من التعقيدات كان يضعها رئيس وزراء الاحتلال نتن ياهو عند أي مفاوضات او شبه توافق على صفقة ، بهدف المماطلة وكسب الوقت، لإطالة امد الحرب انتظارا لما ستسفر عنه نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر اجراؤها في الخامس من الشهر الجاري اي بعد يومين.
ومهما كانت النتائج او من سيظفر بها سواء مرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس او الرئيس السابق المرشح الجمهوري ترامب فان الحرب ستأخذ شكلا آخر وسيتم ايقافها فورا خاصة على الساحة اللبنانية.
إلا ان الموضوع الأهم هو الأيام التي ستلي وقف الحرب سواء على حزب الله او قطاع غزة ونظرة كل من هاريس وترامب إلى منطقة الشرق الأوسط ومستقبلها والمضي في تنفيذ مشاريعها ودور الأردن في كل هذا .
ومع ان ترامب متهم بانحيازه لدولة الاحتلال والتماشي مع خططها وتحقيق رغباتها الا انه اكثر قدرة على التعامل مع إسرائيل التي يسعى رئيس وزرائها لإعطائه «بونص» وقف الحرب في بداية عهده لثقته به وعلاقته المتميزة معه بعد ان حقق لدولته المزعومة الكثير، ابان ولايته السابقة لم تتوقف عند نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وما سبقها من فتح ملف التطبيع.
اما هاريس فأعتقد انها ستكون اقل تعاطفا مع الاحتلال بعد ان خذلهم نتن ياهو وتعامل مع حزبهم بفوقية مستغلا ضعف الرئيس الحالي جو بايدن وقرب الانتخابات الرئاسية.
ومع ذلك وايا كان الرئيس الامريكي المقبل فهناك تطورات وتغيرات ستطرأ على منطقة الشرق الأوسط والمشروع الامريكي وما كانت تخطط له لمنطقتنا حيث سيسعى ترامب إلى إكمال مشروعه التطبيعي مع الاحتلال وإيجاد مراكز قوى جديدة على حساب ايران واعادة هندسة السلطة الفلسطينية وايجاد دور لها في قطاع غزة.
في حين ستحاول هاريس العمل والسير على نهج الديمقراطيين في التسكين والمماطلة المدعومة بالوعود دون أحداث تغيير يتناسب مع الأحداث التي مرت بها المنطقة .
وهنا ناتي إلى الموقف الأردني من كل هذه التطورات والأحداث بين عهدين او بمعنى اخر بين حزبين الديمقراطي الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الأردن ونظامه السياسي وينظر له بأنه شريك وحليف استراتيجي لا يمكن تجاوزه او التخلي عنه على الرغم من موقفنا من الحرب على غزة مما ستجد مساحة لالتقاط الأنفاس على الساحة السياسية الأردنية ومنحها وقتا للالتفات لمشاريعها وخططها الداخلية دون قلق او توجسات وهذا سيساعدنا في تحقيق بعض الأهداف الاقتصادية.
في حين إن كان ترامب من سيجلس على سدة الرئاسة فانه سيدفع بالسياسة الأردنية لإجراء بعض التغيرات لمصلحة التكيف ووضع ارضية للتعامل مع ترامب الذي يمتلك نظامنا السياسي كرزما حول كيفية التعامل معه وذلك من خلال تجربة سابقة مما يعنى بأنه لدينا بدائل وخطط للتعامل مع جميع الاحتمالات.
الا ان عهد ترامب قد يبقي الأردن بحالة توجس وعدم ثقة الامر الذي يدفع بنا بأن نعمل ضمن محورين داخلي وخارجي دون اغفال اي منهما .
ومع ذلك يبقى الحديث عن أي تغيرات مجرد تكهنات ورهن بأي تطورات لمنطقة منهكة ودولة احتلال مستنزفة.
الدستور