تحت شعار "أفق لا متناه.. الاستثمار اليوم لصياغة الغد"، انعقد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، بمشاركة ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم، حيث تناول المؤتمر مجموعة من الموضوعات الحيوية التي تعكس القضايا الملحة التي تواجه العالم اليوم، حيث يُعتبر هذا المؤتمر منصة رئيسية لجمع قادة الفكر وصناع القرار والمستثمرين من مختلف المجالات لتبادل الرؤى والأفكار حول كيفية تشكيل مستقبل أفضل من خلال الاستثمار المستدام، وكان من ابرز الموضوعات التي تناولها في المؤتمر هو دور إفريقيا في الاقتصاد العالمي، و تعزيز دور المرأة في المناصب القيادية ،والاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة، و مكافحة التغير المناخي ،والذكاء الاصطناعي والابتكار، والصحة ،والقضايا الجيوسياسية ، باختصار، يُعد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار منصة مثالية لاستكشاف كيفية أن يكون الاستثمار قوة دافعة للتغيير الإيجابي في العالم،من خلال تناول هذه الموضوعات المتنوعة، يسعى المؤتمر إلى تقديم رؤى استراتيجية ومبتكرة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدلاً للجميع.

ماهي انعكاسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار على الاقتصاد الأردني؟
تشكل انعكاسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض فرصة قيمة للأردن في عدة مجالات اقتصادية،حيث يتيح هذا المؤتمر، الذي شارك فيه قادة الأعمال والمستثمرون من جميع أنحاء العالم، للأردن فرصة لتعزيز دوره كمركز استثماري واكتساب رؤى جديدة حول كيفية تحسين بيئة الاستثمار في البلاد.

وفيما يلي بعض الانعكاسات المحتملة على الاقتصاد الأردني:
ساهم المؤتمر في تعزيز صورة الأردن كموقع استثماري واعد،من خلال المشاركة في هذه الفعالية يمكن للأردن أن يظهر إمكاناته الاقتصادية في جذب المستثمرين الأجانب، وهذا قد يؤدي إلى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل،ايضاً يُعد المؤتمر منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الدول، فانه يمكن للأردن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجالات مثل الابتكار والذكاء الاصطناعي والتمكين الاقتصادي للنساء، هذا النوع من التبادل يمكن أن يساعد الأردن على تحسين سياساته الاقتصادية وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات المحلية، ويمكن للأردن بناء علاقات وشراكات جديدة مع الدول والشركات الأخرى، هذه الشراكات يمكن أن تفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مختلفة مثل التجارة، والطاقة، والتكنولوجيا، مما يعزز من قدرة الأردن على تحقيق التنمية المستدامة.

يمكن ان يستفيد الاردن في خلق استثمارات جديدة في القطاعات الحيوية مثل الصحة والبيئة والاقتصاد الرقمي، مما يمكن أن يؤدي إلى استثمارات جديدة في هذه القطاعات الحيوية في الأردن، الاستثمار في الصحة، على سبيل المثال، يمكن أن يعزز من النظام الصحي ويقلل من تكاليف الرعاية الصحية، وايضا تعزيز دور المرأة في الاقتصاد و المناصب القيادية و وزيادة مشاركتها في سوق العمل، مما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة ،وايضا يمكن أن تسهم الحلول والاستراتيجيات المطروحة في المؤتمر في توجيه الجهود نحو معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجة الاقتصاد الاردني منها البطالة والفقر بشكل فعال ، اما بالنسبة الى قطاع الابتكار والريادة فان التركيز عليه يمكن ان يشجع على تعزيز بيئة ريادة الأعمال في الأردن،وهذا يمكن أن يؤدي إلى نشوء شركات ناشئة جديدة وزيادة في الاستثمارات في القطاع التكنولوجي.

يُعد الاستثمار أداة قوية لتحقيق تغييرات إيجابية في العالم، حيث يُمكن بتوجيه الاستثمارات نحو المشاريع المستدامة والاجتماعية، وتعزيز الابتكار، ودعم المجتمعات المحلية، أن يسهم المستثمرون في خلق مستقبل أفضل للجميع. إن الاستثمار ليس مجرد عملية اقتصادية، بل هو وسيلة لتحسين الحياة وتحقيق التنمية المستدامة التي تساهم في الازدهار الجماعي، وفي هذا السياق يأتي مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار ليكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد الأردني؛ فمن خلال استغلال الفرص المتاحة وتطبيق الاستراتيجيات المستفادة من هذا المؤتمر، يمكن للأردن تعزيز نموه الاقتصادي وتطوير بيئة استثمارية جاذبة تعود بالفائدة على جميع فئات المجتمع.

وفي الختام، يمثل مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار فرصة حقيقية للأردن لاستكشاف آفاق جديدة في التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وفتح فرص جديدة للتنمية المستدامة. إن مشاركة الأردن في هذا المؤتمر تتيح له الفرصة للاستفادة من التجارب العالمية وتبني استراتيجيات مبتكرة في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا، والصحة، وتمكين المرأة، والاقتصاد الرقمي. ومن خلال الاستفادة من الشراكات والفرص الاستثمارية التي يوفرها المؤتمر، يستطيع الأردن تطوير بيئة استثمارية متقدمة تعزز من تنافسيته وتفتح آفاقاً أوسع لتحقيق الازدهار الاقتصادي.