facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خرافات إسرائيل .. قراءة تاريخية في مشروع استيطان مؤقت


د. هاني الضمور
02-11-2024 11:30 AM

في كتاب عشر خرافات عن إسرائيل، يقدم المؤرخ إيلان بابيه دراسة نقدية تستعرض مجموعة من الأفكار السائدة حول إسرائيل والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مبرزًا التناقضات في الرواية الاسرائيلية من منظور تحليلي ووقائعي. رغم أن الكتاب يعرض هذه الخرافات بظاهره كنوع من النقد، إلا أن بين طياته إشارات قد تحمل في “باطنها السم”، حيث يوظف بعض الأفكار لتبرير السياسات الاسرائيلية على نحوٍ غير مباشر، ما يجعل القارئ يواجه الخطاب بمزيد من التعمق والحذر.

يتناول بابيه أولى هذه الخرافات التي تصف فلسطين بأنها “أرض خالية” قبل وصول المستوطنين اليهود، متجاهلة آلاف السنين من الحضارات التي استقرت وتطورت على هذه الأرض. من منظور تاريخي وديني، عاشت على هذه الأرض شعوب وجماعات كانت جزءًا من التاريخ المتجذر لفلسطين. الادعاء بأن فلسطين لم تكن موطنًا لشعب قبل قدوم الاسرائيلي، هو محاولة لتبرير مشروع استيطاني، وإضفاء طابع شرعي على الاحتلال.

أما الخرافة الثانية، وهي أن “اليهود كانوا بلا وطن”، فهي رواية تتجاهل حقيقة أن اليهود عاشوا في عدة أماكن حول العالم ولم تكن فلسطين هي المحطة التاريخية الوحيدة لهم. هذه الفكرة توظف لتسويق الاسرائيلية كعودة دينية، رغم أن الاسرائيلية كحركة قومية نشأت حديثًا وتسعى للاستيطان أكثر من العودة الدينية، وهي جانب مهم يفصل الاسرائيلية عن العقيدة اليهودية.

خرافة “الاسرائيلية هي نفسها اليهودية” تمثل محاولة خلط واضحة بين دين اليهودية ومشروع قومي سياسي. بينما تدعو اليهودية كدين إلى القيم الروحية والأخلاقية، تبرز الاسرائيلية كحركة تسعى للسيطرة على الأرض والشعب. الربط بينهما يسعى إلى إضفاء طابع شرعي على كيان سياسي، لكن يبقى التناقض بين دعوات السلام الدينية والمشروع الاستيطاني واضحًا.

وفي خرافة “أن الفلسطينيين غادروا طوعًا في عام 1948”، تظهر محاولات لتبييض واقع التطهير العرقي الذي مورس ضد الشعب الفلسطيني في أحداث النكبة، التي أجبرت الفلسطينيين على الهجرة القسرية. الرواية التاريخية توثق هذه الأحداث، مؤكدة على أن التهجير كان نتيجة لسياسات عنف منظم، لا قرار فردي.

يتناول بابيه كذلك خرافة أن “حرب 1967 كانت دفاعية”، والتي تتناقض مع الوقائع التي تكشف أنها كانت خطوة استباقية لتحقيق أهداف توسعية، إذ تبرز هذه الحرب الجانب العسكري في المشروع الاسرائيلي، مما يضحد أي تبرير دفاعي.

الخرافة السابعة، التي تدعي أن “إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، تناقض الواقع، حيث تشير تقارير حقوق الإنسان إلى سياسات تمييز ممنهجة ضد الفلسطينيين. الديمقراطية الحقيقية تعني المساواة والعدالة، وهي قيم غائبة عن السياسات الإسرائيلية التي تُمارس الإقصاء بدلاً من الدمج.

أما “اتفاق أوسلو”، الذي يُعتبر عند البعض محاولة لتحقيق السلام، يرى بابيه أنه لم يكن سوى وسيلة لتثبيت الوضع الراهن وإحكام السيطرة، وليس خطوة حقيقية نحو السلام. فالسلام المبني على الحق والعدل هو وحده القادر على الاستمرار، وما غير ذلك فهو مجرد تسويات وقتية لا تعالج جذور الصراع.

وبشأن “حل الدولتين”، الذي يُطرح كأنه الحل الوحيد، يراه بابيه حلمًا غير قابل للتحقيق في ظل الظروف الحالية، مع استمرار توسع المستوطنات وتضييق الخيارات أمام الفلسطينيين. إن الحديث عن “دولة إسرائيل” يبدو للكثيرين حلمًا مؤقتًا، حيث يرى بعض الباحثين أن المشروع الاسرائيلي يعتمد على دعم سياسي لكنه لا يستند إلى أساس أخلاقي دائم.

وفي الختام، يطرح البعض فكرة أن تجمع الاسرائيلية في القدس قد يكون مصيرًا حتميًا كما ورد في بعض التفسيرات القرآنية، التي تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى قد يجعل في اجتماعهم فيها تحقيقًا لحكمة إلهية، قد تحمل في طياتها فناءً لمشروعهم الدائم، وليس تمكينًا مطلقًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :