نتنياهو .. "تلحيد" لبنان واكثر
كمال زكارنة
02-11-2024 10:53 AM
كرر نتنياهو وهو يوجه خطابه للداخل الاسرائيلي، مخططه التوسعي السلطوي في المنطقة ،وهو يشرح باسهاب واصرار، الى حد الثقة بالمقدرة على التنفيذ، عن توجهاته لتغيير وجه او شكل الشرق الاوسط وصناعة شرق اوسط جديد، يلبي المصالح الامنية والتوسعية والسلطوية الاسرائيلية.
لم يعد خافيا على احد، بأن نتنياهو يسعى الى تتويج نفسه ملكا ليس على اسرائيل فقط ، وانما على الشرق الاوسط ايضا، وان كان ذلك على جماجم الاسرائيليين والفلسطينيين واللبنانيين والعرب.
امن اسرائيل بالنسبة لنتنياهو ، يعني ويتطلب تجريد العرب وخاصة اللبنانيين والفلسطينيين من سلاحهم ، وانتزاع كل اسباب القوة منهم ، وجعلهم رعايا وربما عبيدا ، تستطيع اسرائيل استعبادهم وفرض الاستبداد والعبودية عليهم ، ووضعهم تحت سيطرتها وخدما لها ، لا حول لهم ولا قوة.
على صعيد لبنان ، نوايا نتنياهو واضحة، تتمثل في نقل سيناريو قطاع غزة على جنوب لبنان ، وهو تفريغ الجنوب اللبناني من سكانه ، وابعادهم الى مناطق لبنان الاخرى ، ولاحقا تفريغ لبنان بأكمله من بيئة حزب الله وحركة امل ، الى دول عربية اخرى ، ونزع سلاح المقاومة اللبنانية بالكامل ، وادارة لبنان اسرائيليا بالريموت كونترول، ونشر قوات عسكرية لبنانية او غيرها في الجنوب اللبناني ، وظيفتها حماية الحدود الفلسطينية اللبنانية من اي عمل مقاوم ، على غرار جيش لحد السابق، وقد يمتد هذا المشروع الاسرائيلي الى دول عربية اخرى مستقبلا.
فلسطينيا ،نتنياهو يعمل على ازالة قطاع غزة من الوجود ان استطاع، وان لم يستطع فسوف يواصل حرب الابادة الجماعية التي يقوم بها الان، التي تشمل البشر والحجر والشجر ، وكل ما هو فوق الارض من احياء وجماد، اما الذين يبقون على قيد الحياة سيتم ترحيلهم خارج القطاع.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، فان نتنياهو يعتبرها في حكم الملحقة بالكيان ، وبقي فقط اعلان ضمها قانونيا بقرار من الكنيست ، يتبع ذلك عمليات تهجير على شكل موجات كبيرة شرقا ، ويشمل مخطط التطهير العرقي الاسرائيلي ترحيل فلسطينيي ال48 الى لبنان .
لكن رغم هذا المخطط الخطير جدا ، والذي يستدعي نهوضا عربيا شاملا لمواجهته والتصدي له، لانه يطال جميع الدول العربية دون استثناء، ورغم القوة التي تمتلكها اسرائيل والدعم الامريكي اللا محدود الذي تتلقاه ، والدعم الاوروبي والدولي ، فان الخطر الحقيقي الجدي والجاد يتهدد اسرائيل وجوديا ، وهي الكيان الوحيد في المنطقة المعرض للزوال والانتهاء، وان التهديد الوجودي لهذا الكيان المصطنع ، لن ينتهي ولن يتوقف ، وسوف ينتقل من جيل الى جيل حتى يزول.
الادارة الامريكية الجديدة المنتظرة ، سواء كانت ديمقراطية او جمهورية ، ستجد نفسها مضطرة لانقاذ الكيان الاسرائيلي من نتنياهو وجنونه، قبل التفكير بالمخاطر الاخرى، لانه رسم مخططا خياليا وهميا يعمل على تنفيذه بالعدوان العسكري، من المستحيل تحقيقه وانجازه ، حتى لو اقحم امريكا في حرب اقليمية واسعة او حرب عالمية ثالثة ،غير مضمونة النتائج.
مساعي حكومة الاحتلال الهادفة الى الفصل بين جبهتي الشمال والجنوب، حتى الان تبوء بالفشل ، وهناك ارتباط قوي بين الجبهتين ، وأي وقف لاطلاق النار او التهدئة ، يجب ان يكون بالتوازي والتزامن على الجبهتين.
الايام القادمة سوف تشهد جهودا سياسية استعراضية ،دون نتائج عملية ،الى حين اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية ، لتدخل بعدها المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد العسكري المتبادل، لاثبات القوة ومحاولة كل طرف فرض شروطه السياسية والامنية.