facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكريات النادي الأهلي وجبل التاج


مصطفى القرنة
02-11-2024 10:43 AM

في قلب مدينة عمان التي تتنفس شغف كرة القدم، حيث تتعانق الأحلام مع الواقع، تتجلى ذكرياتُ فترةٍ من حياتي كانت فيها كرة القدم هي كل شيء.. إنها ذكرياتُ النادي الأهلي وجبل التاج، تلك الحكاية التي تعود بي إلى مرحلة الطفولة، حيث كانت أروقة مدرسة التاج الثانوية شاهدةً على أحلامنا وآمالنا. كل شيء في ذلك المكان كان يتنفس شغفًا وحماسًا، وكنا نجلس على السور، نراقب ما يجري في الملعب.

كنا تلك الأيام نعيش براءة الأطفال، حيث كانت أحلامنا أكبر من أعمارنا. لم أكن أدرك حينها أنني كنت أعيش لحظات ستبقى عالقة في ذاكرتي إلى الأبد. الملعب كان يفيض بالجمهور، الذي جاء ليشاهد أعظم فريق في المنطقة، النادي الأهلي. كنا نرفع أعيننا نحو السماء ، وننتظر بفارغ الصبر رؤية أبطالنا بأزيائهم البيضاء الناصعة.

كثيرٌ من لاعبي الأهلي كانوا من سكان جبل التاج، وكنا نشعر بالفخر حين نتحدث عنهم. لقد كانوا الابطال في نظرنا، والرموز التي تمثل أحلامنا. كان كل لاعبٍ منهم يمثل شعلةً من الأمل، وكان النجاح الذي حققوه دافعًا لنا لتحقيق أحلامنا في عالم الكرة.

كان من بينهم المدرب واللاعب الراحل شحادة موسى، الذي كان يقود الفريق بمهارةٍ وحكمة، بالإضافة إلى اللاعبين البارزين مثل حسونة يدج، وكنعان عزت، وعلي عارف، المعروف بـ "علي بست". هؤلاء الرجال كانوا أكثر من مجرد لاعبين، كانوا نموذجًا للنجاح والإرادة.

تُذكّرني كل لمسة لكرة القدم في ملعب مدرسة التاج بأيامنا مع هؤلاء الأبطال. كانت هناك لحظات من الإثارة والتوتر، حيث كان كل هدف يُسجل يشعل حماس الجماهير الصغيرة المتواجدة على السور . أما الجيل الثاني من اللاعبين، مثل وهيب عبد الرحمن وأحمد خليل، فقد أضافوا إلى أسطورة النادي الأهلي.

مع مرور الوقت، بدأت أشعر بشغفٍ متزايد تجاه كرة القدم. كانت تلك اللحظات التي قضيتها في الملعب تلهمني لتدوين روايتي "كأس العالم". كانت الأفكار تتدفق كالنهر، وكلما تذكرت اللاعبين، كلما زادت رغبتي في التعبير عن تلك المشاعر من خلال الكلمات. كانت الكتابة بمثابة ملاذٍ لي، حيث كنت أستطيع أن أعيش تجارب لم أعشها بعد، وأتصور كيف يمكن أن يكون الأمر لو كنت لاعبًا مشهورًا.

لم أكن أعرف سوى ملاعب مدرسة التاج، حيث كانت أرضنا، وكانت شغفنا. كنا نرى النادي الأهلي في كل زوايا حياتنا، حيث كانت المباريات تحتضن أحلامنا وتمنحنا الأمل.

جبل التاج، ذلك الجبل الذي شهد الكثير من أحلام شبابنا، كان حاضراً في كل ذكرى. كان يجسد التحدي والاصرار، وكانت قمته تراقب مسيرتنا. كانت كل خطوةٍ نخطوها على الأرض تحمل معها وزن الجبل، وتدفعنا نحو القمة.

عندما أتذكر تلك الأيام، أعود إلى جلساتنا على السور، حيث كنا نتبادل الحكايات عن اللاعبين، ونستعرض مهاراتنا في تمرير الكرة. كانت تلك الجلسات تجمعنا كأصدقاء، نبني أحلامًا ونرسم آمالًا.

أبرز ما يميز أبناء التاج هو الروح الإيجابية، تلك التي نشأت بفضل تأثير النادي الأهلي. كان هناك العديد من الأسماء التي تركت بصمتها، مثل محمد نهار ورضا ماضي ونهاد بسطامي. كانوا رموزًا للفخر والتحدي، ومصدر إلهام لنا جميعًا.

كلما أذكرهم، أشعر بأنهم لم يكونوا مجرد لاعبين، بل كانوا قادةً في مجتمعنا، يحملون أحلام الشباب على عاتقهم. كانت مبارياتهم تعكس روح الوحدة، حيث اجتمعنا جميعًا لدعمهم.
هناك الكثير من الحكايات التي لا تُنسى. من بين تلك الحكايات، قصة وهيب عبد الرحمن ، الذي كانت تسديداته تُشعل الملعب. كما أن عماد مسلم وعمار أبو غوش، كانا يُظهران شغفًا وحبًا للعبة، وكانا رمزًا للتفاني.

لقد كانت اللحظات التي تجمعنا في الملعب كافية لتجعلنا نشعر بأننا عائلة واحدة، وبتلك اللحظات، اكتسبنا صداقات ستظل معنا مدى الحياة.

تظل ذكريات النادي الأهلي وجبل التاج محفورة في قلبي. أبطالنا، قصصنا، وأحلامنا ما زالت تضيء الطريق لنا. إن تلك الذكريات ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي أسس تشكلت على مر السنوات، تحمل معها عبق الزمن الجميل.

سأظل أستذكر تلك اللحظات، وسأكتب عنها لأحافظ على شغف كرة القدم الذي نشأ في قلبي. فكما قالوا: "الذكريات تُشكل هويتنا"، وبفضل النادي الأهلي وجبل التاج، أصبحت هويتي مرتبطة بأحلام الشباب التي تضيء الطريق أمامي.

ولاعبو الأهلي الذين سكنوا التاج هم المرحوم المدرب واللاعب شحادة موسى وحسونة يدج والمرحوم كنعان عزت وعلي عارف ( علي بست ) واللاعب والمدرب زهير توفيق، أما
الجيل الثاني فهم وهيب عبد الرحمن واحمد خليل وياسين الشيخ ومحمد نهار ورضا ماضي ونهاد بسطامي ووليد شحادة ومحمد خلدون ويوسف مكناي ويعقوب المحسيري وعماد مسلم وعمار ابو غوش والمرحوم محمد خير العقرباوي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :