وزارة التربية وتطوير المحتوى الرقمي
د. أميرة يوسف ظاهر
01-11-2024 12:02 PM
عكفت وزارة التربية والتعليم وبالاتفاق مع المركز الوطني لتطوير المناهج، بإضافة مواضيع البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن منهاج المهارات الرقمية الحديثة لصفوف السابع والتاسع والحادي عشر، فيما يمكن أن يكون خطوة في الإتجاه الصحيح لمواكبة التكنولوجيا الحديثة، والتعامل مع العلوم الحاسوبية الحديثة من قبل الطلبة في مرحلة التعليم العام التي تسبق التعليم العالي بطريقة تضمن استكمال التعليم الرقمني خلال السنوات الجامعية في المسارين الأكاديمي والتقني، وقد قدم المركز النسخ الجديدة للمواضيع المدرجة على الخبراء والمتخصصين لأخذ تغذية راجعة في خطوة إيجابية توصي الوزارة بتبنيها من أجل التقدم في عملية التعليم لاستعادة الأردن لموقعه الرائد في مجال التعليم الحاسوبي والتقني في المنطقة والعالم.
وفي مراجعة تحليلية لبيان أصدره المركز الوطني لتطوير المناهج على موقعه الإلكتروني وفي تقديم للمناهج المطروحة بأن الكتب التي طرحت في مواضيع المهارات الرقمية كانت خطوة لمجاراة الطلبة في الدول المتقدمة، وتعزيز القدرات الرقمية للطلبة، وإعداد جيل قادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بفاعلية، وقد تضمن البيان أن المهارات الرقمية في الكتب المدرسية المخصصة للطلبة ستتضمن إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي والحوسبة السحابية والبرمجة بلغة بايثون كمقدمة للدخول إلى عالم الذكاء الصناعي والأمن السيبراني.
وهنا نتوقف قليلا للتحدث فيما تمضي إليه وزارة التربية والتعليم وذراع المحتوى "المركز الوطني لتطوير المناهج"، وهل تقوم الوزارة بإعداد البنى التحتية والمدارس النموذجية الجاهزة لهذا النوع من التعليم؟ وهل هناك ربط بين مناهج الجامعات والمناهج المدرسية؟
وتأتي الإجابة بأن وزارة التربية والتعليم ومن خلال مشاريعها التعليمية الحديثة والربط العضوي الذي تقوم به بين التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي قد أعدت برامج طموحة لاستكمال تدريس المهارات الرقمية ليكون ما يحصل عليه الطلبة في التعليم ما قبل الجامعي مقدمة لتطوير مهاراتهم أثناء التعليم الجامعي وبهذا يكون هناك فهم أكثر تعمقا لمفردات المهارات الرقمية لدى الطلبة في كل مراحل تعلمهم، وبهذا فقد كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مدركة لهذا الربط العضوي الذي شمل الكثير من المناهج غير المهارات الرقمية لتضع دراسة طويلة المدى لتوحيد مراحل التعليم وربطها بحيث يكون هناك استكمال للمواضيع المطروحة بشكل موصول ويعطي الفوائد المرجوة ويحقق التطور في التعليم فيما يمكن أن يكون تركيزًا على شرائح الموهوبين والأقل حظا، فهناك قطاعات تعليمية سيتم التعامل معها وفقا للقدرات التي سيُظهر التعليم الرقمي تحديدها.
ومن هنا نعود لمنهاج المهارات الرقمية المطور والذي شمل هذا العام صفوف السابع والتاسع والحادي عشر كمرحلة أولى في إتجاه تحديث التعليم وإعتباره وحدة واحدة متصلة ما قبل وما بعد التعليم الجامعي، وقد استعدت الكثير من الجامعات الأردنية لتكون في منصات استكمال هذا النوع من التعليم في إطار يضمن تطوير التعليم وجودته.
وفي نظرة سريعة لما يمكن أن يكون مفيدا وذا قيمة فقد أدرك العاملون في المركز الوطني ووزارة التربية والتعليم أن هناك ضرورة ملحة للتوجه نحو التعليم المبني على المشاريع والذي يتناسب مع المناهج المطروحة والتدريب الخاص بهذه المناهج، في جو يعكس حاجة الطلبة في إطار تعليمي حديث يمكنهم من التوجه الى قاعات التعلم والمشاغل الخاصة بالمدارس بروح من الإيجابية والحافزية الشديدة لديهم للوصول الى نتائج ذات مردود تنموي وتعليمي وتقني، يعود بالفائدة على الطلبة وعلى المجتمع، وعلى التنمية المستدامة التي يطرحها هذا النوع من التعليم.
ويبقى أمام وزارة التربية والتعليم والجامعات المعنية أسئلة بحجم الطموح، هل تم إعداد بنى تحتية لاستيعاب هذا النوع من التعليم؟ وهل سيكون هناك أثر للموهوبين على بقية الطلبة عند إستكمال برامج التعليم الرقمي؟.
الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والبرمجة، ومواضيع أخرى هامة تستوجب إعداد وتأهيل للمدارس والمعلمين والمناهج، تأخذ من صانع القرار في وزارة التربية والتعليم حيزا من الجهد يستوجب الشكر والتماهي مع هذا الجهد من قبل المعنيين في كل مستويات التعليم في المدارس والجامعات.