فخ ستقع فيه إيران إذا هاجمت إسرائيل !
م. مهند عباس حدادين
01-11-2024 09:21 AM
تناقلت وسائل الإعلام العالمية بأن إيران تستعد لتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل ردا على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، والتي إعتقد البعض بأنها متفق عليها وخصوصا بعد تدخل الولايات المتحدة في تحديد الأهداف بحيث لا تؤدي إلى التأثير على إمدادات النفط من الخليج وبالتالي الإرتفاع الجنوني بأسعار النفط قبل الإنتخابات الأمريكية والتي قد تطيح بمرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس>
لكن ما تم Hستهدافه في الضربة الإسرائيلية لم يكن أهدافا عشوائية او ثانوية،بل كانت ضمن خطة إستراتيجية أعدتها إسرائيل وخدعت فيها الولايات المتحدة بأنها ستدمر البنية التحتية لتجهيز الصواريخ الباليستية لضمان عدم تزويد روسيا بهذه الصواريخ في حربها ضد أوكرانيا وهو ما اقتنعت به الولايات المتحدة بينما كانت إسرائيل تمهد لتحقيق الأهداف الHستراتيجية والتي لا تتحقق من ضربة واحدة، فما هي هذه الأهداف وكيف فكرت إسرائيل؟>
إسرائيل تعلم جيدا انه مقابل أي ضربة لإيران سيكون هناك رد إيراني،لذلك كانت الضربة الإسرائيلية السابقة لإيران تمهيدا للضربة الإسرائيلية القادمة وهي ضرب المنشآت النفطية والمفاعل النووي،وقد مهدت لذلك إسرائيل بقيامها بضرب الدفاعات الأرضية من بطاريات صواريخ إس300 وعددها 4 والتي تحمي المنشآت النفطية الإيرانية، بالإضافة إلى تدمير 8 مواقع لخلط الوقود السائل الخاص بالصواريخ الباليستية او طويلة المدى ،وضرب هذه الأهداف يعني أن الضربة الإسرائيلية القادمة والتي سترد بها على الضربة الإيرانية ستكون للمنشآت النفطية والمفاعل النووي،وضمان عدم قدرة إيران على الرد بالزخم والقوة التي توازي هذه الضربة بسبب ان الصواريخ الإيرانية بحاجة إلى تحضير لفترة زمنية قد تصل لمدة عام قبل إطلاقها نتيجة لتدمير مواقع خلط الوقود السائل،إضافة إلى تعزير المنظومات الدفاعية الإسرائيلية بثلاثة منظومات من صواريخ ثاد الأمريكية وهي الأحدث على الإطلاق من أصل 11 منظومة تملكها الولايات المتحدة.
لذلك على إيران التفكير جيدا قبل توجيه أي ضربة إلى إسرائيل قبل الإنتخابات الأمريكية،وانتظار نتائج هذه الإنتخابات للدخول في صفقات مع الرئيس القادم تنزع فتيل أي حرب إقليمية، وعدم الإنجرار لما تخطط له إسرائيل في ضربتها القادمة للرد على إيران في حالة قررت توجيه ضربه لإسرائيل.
فما أن تناقلته وكالة الأخبار العالمية خبر الضربة الإيرانية المزعومة لإسرائيل قفز بأسعار النفط 3% خلال يوم ،مما يعني ان الرد الإسرائيلي سيكون بعد نتائج الإنتخابات مباشرة حتى لا تقفز بأسعار النفط الى أسعار جنونية وقياسية تؤثر على الناخب الأمريكي.
* المهندس مهند عباس حدادين/ خبير ومحلل استراتيجي واقتصادي.