هذا الوطن لم يشهد بالزُّور على أحد و لكنهم شهدوا بالزُّور عليه ؛ و ذلك بمناسبة صدور أحد الكتب في أميركا الذي يتبنى مؤلفه الرواية الإسرائيلية في أحداث ٧ أكتوبر ؛ فلا يلتفت إليها إلا الناعقون و الكارهون و الجاحدون لهذا الوطن الأردنيّ الأشمّ و لكنهم يتبنون أقواله و تصبح عندهم كتاباً مصدَّقاً في رواياته المزعومة عن الأردن !.
إنهم انتقائيون فهم يأخذون ما يقيمون عليه دليل تخوين الأردن بالذات ، و لكنهم يمرون عابرين دون المزاعم الأخرى عن بعض الدول ؛ لأنها تخدم أجندتهم التي يقوم بنيانها على تقويض دور الأردن المساند لأهلنا في غزّة و الضفة الغربية سواء على المستوى السياسي و على المنابر الدولية أو على المستوى الإغاثي ؛ و لأنه لا يخدم مواقفهم الشعبوية و لا دورهم الذي لا يزيد عن دور المقاول و المقامر بأمن الأردن و استقراره خدمة لدولة الملالي التي لا تعنيها فلسطين و تحريرها إلا بقدر ما يخدم و يعزّز دورها التفاوضي مع الغرب على برنامجها النووي !.
لو سأل هؤلاء أنفسهم لماذا تقوم بتوظيف وكلائها العرب سنة و شيّعة و تحرص على البقاء بعيداً عن أتون الحرب و لا تشتبك مع العدو الصهيوني إلا بقدر محسوب و متفق عليه زمناً و مكاناً ، كما شاهدنا في الضربات المتبادلة فيما بينهما ؟!.
تأبى هذه الجماعة إلا أن تركب مركباً مغشوشاً متدثراً بالدين كوسيلة للسيطرة على الشارع حتى بعد أن منحتهم الدولة فرصة لم يتوقعوها هم قبل غيرهم من المراقبين ؛ إذ أجريت انتخابات شهدها لها القاصي و الداني بالنزاهة و الحيَّاديَّة ، فحصلوا على ما يزيد عن ثلاثين مقعداً ، و مع ذلك رفضوا أن يقابلوا الإحسان بالإحسان و ظلوا في الشارع ، و كأنهم يقولون نريد الشارع و البرلمان معاً ؛ مع أن صوت العقل يقول بأنهم يستطيعون ممارسة الدور الذي يريدون في البرلمان و هو ما يغني عن الشارع لو أن نواياهم سليمة ، لكنها نوايا مبيّتة لخلق شقٍّ بين الدولة و الشارع كأفضل استثمار حزبي يتقدم عندهم على مصلحة الدولة و استقرارها !.