facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كوريا الشمالية لن تدخل الحرب


د.حسام العتوم
31-10-2024 11:36 AM

منذ إعلان اتفاقية الدفاع المشتركة بين روسيا الاتحادية و كوريا الشمالية بتاريخ 24 تشرين الأول 2024 و الحديث عن احتمال دخول 12 ألف جندي كوري شمالي للاراضي الروسية وفق اتفاق مشترك ، بدأ رئيس الجناح الغربي لأوكرانيا و العاصمة " كييف " فلاديمير زيلينسكي المنتهية ولايته ، و برلمان بلاده " فيرخوفنا رادا " بعد تعذر اجراء انتخابات برلمانية عام 2023 بسبب الحرب ،و دخول أوكرانيا مرحلة الأحكام العرفية ، بدخول دائرة القلق من احتمال اشتراك جيش كوريا الشمالية الى جانب الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية الدائرة رحاها منذ عام 2022 ، والتي بدأها نظام " كييف "السياسي و تياره البنديري المتطرف عام 2014 من وسط انقلاب العاصمة الأوكرانية ، و عبر الثورات البرتقالية ،ومن خلال الاصدام الدموي مع المكون الأوكراني و الروسي المتداخل ، و التسبب بمقتل أكثر من 14 ألفا منهم بداية ، و ازداد العدد لاحقا . و استغلال نظام " كييف " استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 لتوجيه البوصلة السياسية تجاه الغرب الأمريكي ، و تحديدا صوب حلف " الناتو " المعادي لروسيا بعد اغفال اتفاقية انهيار الاتحاد السوفيتي المانعة للتحالفات المعادية على الدول المستقلة ،وهو الذي واجهته روسيا بتحريك مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا و التي لم تبدأ الحرب قطعا الدفاع عن نفسها ، و هو ما حصل فعلا بعد الدفع بالعملية العسكرية الخاصة التحريرية الدفاعية تجاه الأراضي الأوكرانية الشرقية السابقة – الروسية الأصل .

ومعاهدة الدفاع المشتركة الروسية – الكورية الشمالية لها عنوان مفاده التحرك عند الضرورة القصوى ، وفي حالة الاعتداء الخارجي على أي منهما للدفاع النووي وليس الهجوم ، و لا علاقة للاتفاقية الدفاعية هذه بمجريات الحرب الأوكرانية ، و تحليل الرئيس زيلينسكي ليس بمكانه الصحيح ، و يهدف لإثارة حلف ( الناتو ) و تشجيعه على السماح لنظامه باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى مثل (أتاكز ) الأمريكية و ( ستورم شادوز ) البريطانية يديرها حلف ( الناتو) نفسه ، و يزجه بعد ذلك في حرب نووية مباشرة مع روسيا لا يحمد عقباها .

ويقابل هذا التوجه الغريب تصريح مخادع لأمين عام ( الناتو) – مارك روته قال فيه بأن روسيا لا تستطيع الحرب في أوكرانيا من دون إسناد خارجي ، وهو محض سراب . و المعروف هو بأن روسيا دولة عظمى تمتلك جيشا هو الأقوى عالميا و الأكثر تسليحا على المستووين التقليدي و غير التقليدي النووي ، و تتربع على المكانة الأولى عالميا في مجال السلاح النووي الثقيل ، وما الحرب الأوكرانية التي امتدت لعامين حتى الان و تريد لها أمريكا و معها بريطانيا الشريكة في بدء الحرب منذ زمن رئيس وزارئها بوريس جونسون و عموم الغرب أن لا تنتهي لأسباب ذات علاقة بديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ، و ليس بسبب الحرص على سيادة أوكرانيا كما يدعون في الغرب كله ، إلا عملية عسكرية خاصة تحريرية محدودة تعمل داخل الأراضي الروسية المحررة – الأوكرانية السابقة .

ولدى روسيا – بوتين عقيدة عسكرية و استراتيجية جديدة ( 2024 ) تربط بين تزويد الدول النووية الغربية لغير النووية مثل أوكرانيا وبين أحقية روسيا بالردع النووي المباشر ،ومع هذا و ذاك يكرر زيلينسكي محاولاته لجر ( الناتو ) لصدام نووي مع روسيا بعد خسرانه نصف بلاده بسبب بدء الحرب مع روسيا جارة التاريخ و التي لم يعد يعرفها و لا يعترف بها . ويواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعزف على الموضوع الروسي و الكوري الشمالي بهدف التهويل و التضخيم و الابتزاز و التحرش و للبحث عن مخرج لكييف لاستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى ،و للبحث عن أسباب تدفع الغرب لفرض عقوبات اقتصادية جديدة متجددة على روسيا ،و كوريا الجنوبية بدأت تراقب المشهد بأمر أمريكا .
و تمتلك روسيا في المقابل حلف سوفيتي سابق ( إس . إن . جي ) تتقدمه بيلاروسيا بسلاح نووي روسي،و علاقات عسكرية كبرى مع الصين ، وايران ، و الهند . وهي لوحدها تملك جيشا أحمرا و بحرية و فضاء عسكري قادرة على صد أي هجوم خارجي نووي أو تقليدي مفاجيء ،و لديها رقابة رادارية متطورة و تكنولوجيا عسكرية مشابهة وتعمل مدار الساعة . والتوجه الروسي تجاه تعددية الأقطاب يمنحها حرية الحركة سياسيا و اقتصاديا و عسكريا بالتعاون مع شرق و جنوب العالم . و تطور روسيا سلاحها بإستمرار و كل عشر سنوات لتبقى في صدارة التصنيع العسكري العالمي .

وفي الاوانة الأخيرة صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطابه النووي ،ومن جاهزية روسيا النووية القادرة على المواجهة و الردع في الوقت المناسب . و استهداف الأراضي الشيشانية من قبل الطرف الأوكراني الغربي ،و الذي هو الأول من نوعه أغضب الرئيس رمضان أحمد قديروف ، و توعد بالرد القاسي ،و المعروف بأن القوات الشيشانية متميزة في قوتها و تدريبها على مستوى العالم ويطلق عليها لقب " أحمد سيلا " نسبة للشهيد أحمد قديروف ،وهي مكونه من 4 كتائب ، و تشترك في الحرب الأوكرانية مباشرة الى جانب قوات " فاغنر " الأمنية الروسية الخاصة .والنصيحة الممكن توجيهها للرئيس زيلينسكي هو أن يحافظ على ما تبقى من استقلال بلاده الذي أضاعه بسبب مراهنته على الانضمام للغرب و ادارة ظهره و بلاده لروسيا و للمنظومة السوفيتية السابقة ، و درس نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ليس ببعيد عندما هاجمت اليابان الأتحاد السوفيتيي و خسرت جزر الكوريل الأربعة ( كوناشير ،و إيتوروب ، و هامبوماي ، و شيكوتان ) إلى الأبد مع ترك اليابانيين يستثمرون فيها ويمارسون السياحة .و درس أفغانستان عام 1979 ليس بعيدا أيضا عندما هبط الاتحاد السوفيتي هناك قبل ساعات من شروع الولايات المتحدة الأمريكية الهبوط وسطها بهدف مواجهة سعير الحرب الباردة و سباق التسلح ،و أينما تتواجد أمريكا يكون لروسيا موقع قدم ،و العكس صحيح . و تفضل روسيا حاليا التفاوض مع رأس النبع – أمريكا – و ليس مع أوكرانيا ( كييف ) . و خطة النصر الأوكرانية فشلت بقوة عبر هجومين مضادين أوكرانيين عامي 2023 و 2024 ( في كورسك ) ، و من بدأ الحرب مثل ( كييف ) يخسرها أكيد ، و الجانب المنتصر مثل روسيا يرسم شروط السلام ،وهاهي روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا بإتجاه ( سيليدوف ) مخزون الفحم ،و غيرنيك ، و كاترينينكا ، و بوغايافلنكا .و مراهنة دولية على قدوم دونالد ترمب للبيت الأبيض مجددا لأنهاء الحرب الأوكرانية ،و لا مراهنة على احتمال قدوم كاميلا هاريس خليفة جو بايدن لانهائها .

وفي الختام هنا يمكنني القول بأن الحرب الباردة و سباق التسلح باقية مادام توجه أحادية القطب ماثلا ، و لا مخرج للبشرية من دون التوجه لإنجاح تعددية الأقطاب ، و أمريكا إن رغبت أن تستمر قوية عليها أن تتمسك بالقانون الدولي كما روسيا الأكثر تمسكا به . و سلام دولي يترجم لتنمية شاملة خادمة للبشرية خير ألف مرة من حرب مدمرة تنهي الحضارات و البشرية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :