الأردن… إرادةٌ حرةٌ لا تركع لأهواء الفاسدين.
يحيى الحموري
30-10-2024 09:08 PM
في زمنٍ تصفعه رياح التآمر، وتلتهب فيه مشاعل الكرامة، تأتي أصواتٌ نشازٌ تنادي بالعودة إلى الوراء، تنادي بحلّ البرلمان، ألسنةٌ خائبةٌ وكأنها تهذي بحلم الإستبداد والعسف ، بإعادة عقارب الزمن إلى حيث الكبت والجبر. أصواتٌ عجزت أن تواكب نبض هذا الوطن، جُثِمت بجبنها وعجزها أمام شعاع التقدّم والانفتاح، فوجدت راحتها في الظلام، وكأنها ترغب أن تُطفئ شعلة الحرية، تلك الشعلة التي أشعلها الأردنيون بدمائهم وتضحياتهم.
إنّكم لا تمثّلون إلا صوت الجبن والضعف، صوت من عجزوا عن السير في دربٍ مكلّلٍ بالشرف والعزّة، فرأوا في الظلام عروشهم المهزوزة، وفي الضباب خيالاتهم المريضة. لأن الأردن قام، وسيظلّ قائماً، بإرادة لا تلين، بقرارٍ وطنيٍّ حر، لا ينحني لأهواءٍ فاسدة ولا لمصالح عابرة، غير خاضعٍ لأي يدٍ عابثةٍ أو قلمٍ مأجور.
أيها العابثون في ظلام عقولكم! إن إرادة الشعب الأردني ليست ساحةً تُباع وتُشترى، وليست رفاهيةً تتبدل أهواؤها.
ما تنادون به من عودة إلى عهود الظلام هو ليس إلا صوت الحقد والعجز، صوت مَن فقدوا الإيمان بقدرة الشعب، ورأوا في جهلهم أن الأردن مِلْك ٌ لأهوائهم الشخصية، محطّ بريق لأموالهم ومصالحهم. هؤلاء، حين يسقطون، يسقطون في وحل الهزيمة والنكوص، يبحثون عن أي عذرٍ ليطمسوا عيون الحقائق، فيصرخون طالبين للعودة إلى حكم العصا والنار.
إلى من يملك زمام القرار، إلى من تتساقط عليهم أصوات الكرامة، نقول: إن الأردن لم ولن يكون موضع مساومةٍ أو خضوع. إن احترام إرادة الناخبين ليست خياراً يُؤخذ ويُرد، بل هو دستورٌ جُبل بدماء الشهداء، وهو أساسُ الاستقرار، عمادُ الكرامة، وسر البقاء.
أيها الأردنيون الأحرار، يا شعبنا الشامخ، لا تخافوا من صراخ الضعفاء، ولا تأبهوا لأصوات الحاقدين. فالأردن وطنٌ لا يُركع، وطنٌ لا ينكسر، ونحن اليوم على يقينٍ بأننا باقون هنا، متمسكون بكرامتنا وديمقراطيتنا، ولن يُسمح لأي جبان أو حاقدٍ أن يُملي علينا مصيرنا.