حماية الوطن .. لا تقبل المواقف الرمادية!
د.زهير أبو فارس
30-10-2024 11:31 AM
في الظروف الاستثنائية والمنعطفات التاريخية يصبح المشهد بحاجة إلى مواقف واضحة لا لبس فيها ، وحاسمة لا تحتمل المراوغة وانصاف الحلول . اي أن الخيار يجب أن يكون بين اللونين:الأبيض والأسود. فالمواقف تجاه الوطن ومصالحه العليا لا تحتمل الخيارات الرمادية، مهما كانت التبريرات والمناورات السياسية ، التي تتقنها بعض النخب ، وبخاصة من ممثلي الانتلجنسيا المتقلبة، وفق مصالحها الأنانية الضيقة، ومنطلقاتها البراغماتية المعروفة ، والتي شهدتها العديد من الدول والشعوب على مر التاريخ.
اما مناسبة ما نطرحه الساعة ، فهي ما تشهده بلادنا من مخاضات سياسية واجتماعية ترافق مشروعنا الوطني للإصلاح والتحديث الشامل، الذي أطلقه جلالة الملك، مع ولوج الدولة في مئويتها الثانية، للوصول إلى الاردن الجديد القادر على لعب دور إقليمي مؤثر ، يتناسب مع أهمية وعظمة رسالته التاريخية، وبالتالي قدرته على مواجهة التحديات والاخطار التي تحدق به وبالمنطقة باسرها، خاصة في ظل غياب المشروع النهضوي العربي في مواجهة المشاريع القائمة الأخرى غير العربية في المرحلة القادمة. اي أننا(شئنا ام أبينا )، أصبحنا أمام معادلات جيوسياسية اقليمية في طريقها للتشكل، تفرض علينا أن نحضر أنفسنا لتداعياتها المحتملة بوعي ، وحشد كل ما يلزم لمواجهتها ، حماية لوطننا ومصالحه العليا. وهذا يتطلب ، عمليا، حشد كل الجهود والطاقات لتشكيلاتنا السياسية وقوانا ومكوناتنا الاجتماعية ، بكافة تلاوينها ومنطلقاتها الفكرية لتصب في طاحونة حماية المصلحة الوطنية العليا، بعيدا عن الخلافات والجدالات العدمية، والصراعات البينية، التي تضعف مناعة المجتمع والوطن ، وقدرته على المواجهة، بل وتحوله إلى لقمة سائغة لاعدائه المتربصين به. فالشعوب الحية هي التي تتضافر جهود نخبها الاجتماعية وطبقتها السياسية في مواجهة المحن والاخطار، وتهب متكاتفة موحدة على قلب رجل واحد، منحية خلافاتها ، من أجل الدفاع عن اوطانها. وهي حالة نحن الآن في أمس الحاجة لها.وشعبنا الأردني الأصيل أثبت، خلال تاريخه الطويل، أنه الأكثر وفاء لتراب وطنه الطهور ، واستعداده لتقديم الغالي والنفيس في سبيل حمايته والدفاع عن مصالحه العليا .
نعم، نحن الساعة في أمس الحاجة إلى حشد طاقات قوى شعبنا الحية ، من أجل الأردن الذي نفتديه بالمهج والارواح. هذه هي المعادلة الوطنية الراسخة أمام الأخطار والتحديات.
من هنا، فلا يكفي ان نكون مع الملك الذي نحب، بل المطلوب أن نشمر عن سواعدنا ، ونتقدم الصفوف للمشاركة النشطة والفعالة في حمل مشروعنا الوطني، وحماية الوطن ، ونسير مع الملك لتحقيق حلمنا المشترك في بناء الأردن القوي الانموذج ..
الرأي