إلى رئيس مجلس الأعيان تعيدني ذاكرة الشباب
ريم العفيف
30-10-2024 10:08 AM
حينما توليت عرافة احتفال وزارة التربية والتعليم "الكشافة والمرشدات " في ذكرى عيد الاستقلال الذي يصادف في الخامس والعشرين من أيار من كل عام ، وذلك بناء على كتاب تكليف من وزارة التربية والتعليم /قسم النشاط الثقافي برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة رائدة العمل التطوعي والإجتماعي ومؤسسة الحركة الكشفية في الأردن ، ولقد كان لي شرف إدارة هذا الحفل المهيب في قصر الثقافة الملكي عام 2005 والذي تزامن مع القاء القبض على الخلية الإرهابية التي تسببت في تفجيرات فنادق عمان إضافة الى مشاركتي به بقصيدة "الأردن الحبيب" بحضور دولة رئيس الوزراء آنذاك فيصل الفايز.
أذكر أنني كنت في الصف الثامن الإعدادي سعيدة جدا بهذا التكليف الذي لم يأت عبثا فالبرغم من صغر سني إلا أن الملكة الإبداعية في مجال القراءة والكتابة كانت يقظة لدي وهذا ما التقطته الدكتور عبلة معن أبو نوار رحمها الله مبكرا وحفزته من خلال الأنشطة الكشفية المتنوعة .
ومع اننا في كل مناسبة وطنية نتغنى بالقوات المسلحة درع الوطن والأجهزة الأمنية ونستذكر بطولاتهم وتضحياتهم البعيدة والقريبة كنت قد أعددت قصيدة عن تفجيرات عمان وقت الحدث وهنا كان دولة فيصل الفايز الملهم الذي استنهض بصوته الحس الشعري لدي ، وكان حال أسرتي ك بقية الأسر الأردنية يجلسون أمام شاشة التلفاز باهتمام وتركيز لمتابعة مجريات الأحداث والإطمئنان على أمن الوطن وأبنائه ظهر دولة فيصل الفايز على الشاشة الفضية يحيي الأجهزة الأمنية بصوت يغطيه الفخر والاعتزاز و غضبا أسفا لما حل في العاصمة عمان ومعزيا أسر الضحايا، صوت الفايز الصادق علق في ذهني كطفلة
فكان مطلع القصيدة :
أول ما نبدا ونقول نصلي ع طه الرسول
الي جانا بالمعقول وعرج سبع سموات
يا الارهابي ياجبان جيش الملك بالميدان
بإذن الله رحت خسران والهزيمة ماتنساه
العرفا والأفراد بعضهم بين وكاد ضباط الصف الأفراد بعضهم باع الحياة
تسلموا يا المخابرات بالأفعال الماضيات الفايز بصوته قال لكم مني تحيات
الزرقاوي والجيوس تخسوا يا عيون التيوس والزرقاوي له كابوس مع الشرعة وكداناه ..
والتي لاقت استحسان الذائقة الأدبية لدى د. عبلة أبو نوار رئيسة قسم الأنشطة الثقافية والتي كان همها الدائم أن يكون الحفل على مستوى عال من التنظيم وفعالياته تتناسب مع الحدث لذلك كانت تجوب محافظات الوطن شهورا بحثا عن أوبريت غنائي أو رقصة من الفلكلور أو قصيدة متقنة تتناسب مع الحدث الوطني الأهم والمهم للأسرة الأردنية .
فقصيدة "الأردن الحبيب" التي تتغنى بقوة وصلابة القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية وتربط الأحداث التاريخية المتوالية التي مرت على هذا البلد الحبيب منذ تأسيس الإمارة وقدرتها أي الأجهزة الأمنية في التعامل مع كل طارئ يهدف الى النيل من أمن الأردن وكان الفايز جزءا من محور القصيدة التي شاركت بها .
ولماذا الفايز على وجه التحديد أعادتني إليه الذاكرة " فترة الإنطلاقة والحيوية والروح المفعمة بالحياة".
بعد أن كان رئيسا للوزارء تسلم منصب رئيس الديوان الملكي الذي توليت أيضا في عهده عرافة حفل جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية عام 2006/ 2007 في انطلاقتها الأولى في ستاد عمان الدولي برعاية صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبدالله المعظميين وبحضور سمو الأمير هاشم طفلا جميلا في عمر السنة او السنتين في أحضان والدته والذي تلقفه الفايز بالسلام على يديه الصغيرتين وبمشاركة سمو الأميرة إيمان في جائزة والدها ك بقية الطلبة المشاركين ، كنت حينها في الثانوية العامة وفي ختام الحفل استأذنت سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله لتكريم الطلبة الفائزين بالجائزة ، وفي انتظار وصول جلالته الى مكان العرض كانت أغنية "كيف الهمة " للفنان عمر العبداللات ترافقه ، أكرمني جلالته بالسلام وأوعز في تعييني في التلفزيون الأردني بعبارة صريحة أشار إلى أحد مرافقيه"هي البنت بدي إياها بالتلفزيون الأردني .. أوك ." وهو الأمر الذي لم يتحقق
تفاصيل كثيرة جميلة لم تغب عن الذاكرة ومؤلمة في بعضها إلا أنني درست الإعلام بحافز هاشمي وأمر ملكي ،، والفايز جزءا من تاريخي الجميل.