في 29 اكتوبر يحتفل العالم بيوم السكتة الدماغية العالمي stroke ، وهي مناسبة لتسليط الضوء على التأثير الكبير لهذا المرض على الإنسان.

تحدث السكتة الدماغية عندما يتعطل تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وقد يكون السبب في 90% من الحالات جلطة دموية تتسبب في “السكتة الإقفارية” أو نزيف في الأوعية الدموية بنسبه 10% يُحدث “السكتة النزفية”.

لكل نوع من أنواع السكتات علاج مختلف، ما يجعل التشخيص السريع ضروريًا لتحديد نوع السكتة.

وفي ظل التحذيرات من تزايد عدد السكتات الدماغية، خصوصًا بين الشباب، فقد أظهرت التقارير ارتفاع عدد حالات السكتات بنسبة 25% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عامًا في الفترة حديثا مقارنه مع ما كان في عام 1990، حيث باتت هذه الفئة العمرية تمثل ثلث حالات السكتة على مستوى العالم.

من اللافت أن نسب الإصابة بالسكتة الدماغية انخفضت بنحو 12% في الدول ذات الدخل المرتفع، بينما شهدت الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط ارتفاعًا بنفس النسبة!. وعلى الرغم من تحسن نسب البقاء على قيد الحياة في الدول الغنية، حيث تراجعت الوفيات المرتبطة بالسكتة بنسبة 37%، لم تشهد الدول ذات الدخل المحدود سوى انخفاض طفيف بنسبة 20%!. تعكس هذه الأرقام الحاجة الملحة لتعزيز نظم الرعاية الصحية في الدول المتخلفه او النامية، خاصة وأن معظم حالات السكتة المسجلة كانت في هذه الدول.

وحديثا اصبحت هناك زيادة كبيرة تصل إلى 40% عن عام 1990، ما يشير إلى وجود أزمة صحية تتطلب تعاونًا عالميًا لمواجهتها.

أهمية التشخيص السريع والتدخل المبكر:

يعد الوقت عاملًا حاسمًا في علاج السكتة الدماغية، حيث يُنصح بإعطاء حقن تحليل الجلطات خلال فترة 4.5 ساعات من بداية الأعراض بعد التأكد بالتصوير عدم وجود نزيف في الدماغ . هذا التدخل العاجل يمكن أن يقلل من خطر الإعاقة الدائمة ويساهم في تحقيق شفاء أفضل للمرضى . ومن أجل تحسين سرعة الاستجابة، بدأت بعض الدول بتوفير وحدات في المستشفيات خاصه للعنايه بتلك الحالات ، بل ان هناك سيارات إسعاف متطورة تحتوي على أجهزة تصوير طبقي وجهاز إرسال للصور إلى مراكز الطوارئ؛ بحيث يتمكن الطبيب المناوب من فحص الحالة بشكل فوري، ما يعزز فرص التدخل العاجل.

الوقاية أساس المواجهة:

في حين يتعافى بعض الناجين من السكتة الدماغية بشكل كامل، يظل البعض الآخر يعاني من إعاقة دائمة. ولتقليل خطر الإصابة بالسكتة، من المهم اتخاذ تدابير وقائية فعالة، منها:

•ضبط عوامل الخطر الشخصية مثل الحد من التدخين السلبي ، وضغط الدم، وداء السكري، والسمنة، وارتفاع الكوليسترول، والرجفان الأذيني.
•التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية لإدارة هذه العوامل بفعالية.

•ممارسة النشاط البدني يوميًا.

•اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة.
•تجنب التدخين أو التعرّض للدخان، والتقليل من استهلاك الكحول.

ختامًا

يعد يوم السكتة الدماغية العالمي فرصة لتوعية الأفراد بأهمية الوقاية والكشف المبكر والتدخل السريع. السكتة الدماغية ليست مصيرًا محتوما، بل يمكن الوقاية منها والتغلب عليها من خلال التشخيص السريع والالتزام بالإجراءات الوقائية.