الانقسام الإعلامي في العالم العربي .. دعوة للتفكير النقدي
د.علي النحلة الحياصات
29-10-2024 02:04 PM
تشهد الساحة السياسية والإعلامية في العالم العربي انقسامًا حادًا، يتجلى بوضوح في تغطية الأحداث والأزمات السياسية التي تمر بها المنطقة حاليًا. هذا الانقسام ليس مجرد اختلاف في الآراء، بل يعكس توجهات سياسية وثقافية عميقة ترتبط بالمال والسلطة في المنطقة العربية. فالإعلام العربي اليوم يبدو وكأنه يتقسم إلى معسكرين رئيسيين..
هذا الفارق في الخط التحريري الاعلامي أصبح واضحًا في كيفية تقديم الأحداث وتفسيرها، مما يُعقّد عملية فهم الواقع بالنسبة للمواطن العربي البسيط.
تُعاني المجتمعات العربية من الهزائم والانقسامات، وهذا الشعور بالهزيمة يدفع الكثيرين للبحث عن أي انتصار، حتى وإن كان وهميًا. في هذا السياق، ينبغي على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في تقديم معلومات دقيقة وموضوعية، بعيدًا عن الأجندات المسبقة. إن الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في توعية الجمهور، يتطلب التزامًا عميقًا بالمهنية والنزاهة.
تتباين التغطيات الإعلامية بشكل ملحوظ، حيث تعرض كل قناة الأحداث من منظور يعكس تحالفاتها السياسية. على سبيل المثال، قد تُظهر قناة أحداثًا معينة كمؤشر على انتصارات عظيمة، بينما تعكس قناة أخرى تلك الأحداث على أنها هزائم أو إخفاقات. هذه الاختلافات تساهم في خلق حالة من الارتباك في المعلومات المتاحة، مما يجعل من الصعب على جمهور المشاهدين تكوين صورة متكاملة عن الحقائق كما هي على ارض الواقع.
في ظل هذا الواقع، يصبح التفكير النقدي أداة ضرورية للمواطن العربي. يجب على الأفراد أن يتساءلوا عن مصادر المعلومات، ويحللوا الأهداف الكامنة وراء تقديمها بهذه الطريقة، فالتفكير النقدي لا يعني فقط الشك في كل ما يُقال، بل يتطلب أيضًا القدرة على التحليل والتفسير، والبحث عن مصادر متعددة للمعلومات. بحيث يجب على الأفراد أن يتبنوا نهجًا يتجاوز مجرد استهلاك الأخبار، إلى تقييمها بشكل فعّال.
إجمالًا، إن الانقسام الإعلامي في العالم العربي يعكس واقعًا معقدًا من التأثيرات السياسية والثقافية، ويستدعي من المواطنين تعزيز قدراتهم على التفكير النقدي. وبات من الضروري أن يبحث الجميع عن مصادر معلومات موثوقة ومتوازنة، وبالتالي بناء مجتمع أكثر وعيًا وتفاهمًا.